للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخلت على الفعل. والجواب: أن قول الفرزدق شاذ، والقواعد تبنى على القياس المطرد. [الإنصاف/ ٥٢١، والهمع/ ١/ ٨٥، والأشموني/ ١/ ١٥٦، والشذور، والخزانة/ ١/ ٣٢].

٢٦ - إذا قلت هاتي نوّليني تمايلت ... عليّ هضيم الكشح ريّا المخلخل

لامرئ القيس من معلقته. وهضيم الكشح: دقيقة الخصر نحيلته. ريّا المخلخل:

ممتلئة الساق، والمخلخل: مكان الخلخال، والعرب تستحسن من المرأة دقة الخصر، وضخامة الساقين. هاتي: فعل أمر، وجملته بدل من جملة هاتي. هضيم: حال من فاعل تمايلت. و «ريّا» حال ثانية.

والشاهد: «هاتي»: فعل أمر؛ لدلالته على الطلب، واتصاله بياء المخاطبة، ولا يكون هذا لاسم الفعل.

أقول: ومن يقرأ شعر الخبيث، (امرئ الخبث)، يظن أن بنات العرب كنّ مباحات له، والحقّ أنه كاذب ملعون، فهو يصف أمانيه وخيالاته التي لم يصب منها شيئا. فلا تصدقنّ ما وصفه من المغامرات. [شذور الذهب].

٢٧ - لا يعجبنّك من خطيب خطبة ... حتى يكون مع الكلام أصيلا

إنّ الكلام لفي الفؤاد وإنّما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلا

نسبوا البيتين للأخطل - غياث بن غوث - وليسا في ديوانه. وذكرهما ابن هشام في شذور الذهب؛ ليستدل بهما على أن لفظ الكلام يطلقه العرب على المعاني التي تقوم في نفس الإنسان، ويتخيّلها قبل أن يعبر عنها بألفاظ تدلّ عليها.

٢٨ - يذيب الرّعب منه كلّ عضب ... فلولا الغمد يمسكه لسالا

من شعر أبي العلاء المعري. يقول: إن سيفك تهابه السيوف، كما أن الرجال يهابونه، وأن سيوف الناس تذوب في أغمادها هيبة لسيفك، وخوفا منه، ولولا أن الأغماد تمسكها، لسالت كما يسيل الماء.

والشاهد: «لولا الغمد يمسكه»، فقد نسبوا أبا العلاء المعري إلى اللحن، لأنه ذكر خبر المبتدأ بعد لولا، لكونه يدل على الكون العام ويجب حذفه. والذوق يوافق أبا العلاء، وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>