على نزع الخافض. والشاهد: ولا مصعد، فهو مجرور معطوف على خبر ليس المنصوب، متوهّما جرّ خبر ليس بالباء. وربما توهم العطف على «ولا عاقل». [الإنصاف ص ١٩١ - ١٩٢].
٥٤ - وداويّة قفر يحار بها القطا ... أدلّة ركبيها بنات النجائب
يحايي بها الجلد الذي هو حازم ... بضربة كفّيه الملا نفس راكب
.. الداوية: الصحراء الواسعة .. يحايي. يحيي. الجلد: الصبور. والملا: التراب ..
وليس للبيتين قائل معين .. والمعنى: ربّ صحراء واسعة لا أنيس فيها - يستعمل المسافر فيها الماء لإحياء نفسه للشرب، ويتيمم بدلا من الوضوء .. وأصل التركيب: «يحيي الجلد نفسه بالماء، بضربة كفيه التراب».
وقوله: بضربة: جار ومجرور متعلقان ب «يحايي». وهو مضاف - وكفيه: مضاف إليه مجرور بالياء، والهاء مضاف إليه. الملا: مفعول به ل: ضربة. نفس: مفعول به للفعل يحايي ..
والشاهد فيه: قوله: ضربة كفيه الملا، فإن ضربة: مصدر محدود، بسبب لحاق تاء الوحدة به .. والمصدر المحدود، لا يعمل عمل فعله، لبعد شبهه بالفعل، لأن الفعل يدل على الحدث من غير تقيّد بمرة واحدة أو مرتين، والمصدر ذو التاء يدل على الحدث مقيدا بالمرة الواحدة .. وكذلك يقال في المصدر المصغّر والمجموع .. وعمل المصدر في البيت هنا، شاذ.
[الهمع/ ٢/ ٩٢، والأشموني ج ٢/ ٢٨٦، والدرر ج ٢/ ١٢٢].
٥٥ - يا للرجال ليوم الأربعاء أما ... ينفكّ يحدث لي بعد النّهى طربا
إذ لا يزال غزال فيه يفتنني ... يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا
لكنّه شاقه أن قيل ذا رجب ... يا ليت عدّة حول كلّه (رجب) رجبا
.. الأبيات للشاعر عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي .. وقافية الأبيات منصوبة ..
وفي البيت الثالث نصبت ليت الجزئين، وهي لغة ضعيفة لبعض العرب ولكن البيت الثالث ترويه النحاة بالرفع، لأنهم لم يطلعوا على ما قبله، ولأن الشاهد ليس في القافية، ..
والشاهد في البيت قوله «حول كلّه» حيث أكّد النكرة «حول» ب «كلّ» وهو شاذ عند بعض