قاله لبيد بن ربيعة. قالوا: ومن الأفعال الجامدة «كذب» التي تستعمل للإغراء بالشيء والحثّ عليه، ويراد بها الأمر به ولزومه وإتيانه، لا الإخبار عنه، ومنه قولهم: كذبك الأمر، وكذب عليك، يريدون الإغراء به والحمل على إتيانه، أي: عليك به فالزمه وائته، وقولهم: كذبك الصيد، أي: أمنك، فارمه، وأصل المعنى: كذب فيما أراك وخدعك ولم يصدقك، فلا تصدقه فيما أراك، بل عليك به والزمه وائته، ثم جرى هذا الكلام مجرى الأمر بالشيء والإغراء به والحث عليه والحضّ على لزومه وإتيانه من غير التفات إلى أصل المعنى؛ لأنه جرى مجرى المثل، والأمثال لا يلاحظ فيها أصل معناها وما قيلت بسببه، وإنما يلاحظ فيها المعنى المجازي الذي نقلت إليه. وهذا الكلام إما من قولهم: كذبته عينه، أي: أرته ما لا حقيقة له. وإما من قولهم:«كذب نفسه، وكذبته نفسه»، إذا غرّها أو غرّته، وحدثها أو حدثته بالأماني البعيدة.
ومعنى البيت: نشطها وقوّها ومتنها، ولا تثبطها، فإنك إن صدقتها، أي: ثبطتها وفترتها، كان ذلك داعيا إلى عجزها وكلالها وفتورها خشية التعب في سبيل ما أنت تريده. [الحماسة/ ١٤٨، والخزانة/ ٥/ ١١٢].
٢٨٤ - حجبت تحيّتها فقلت لصاحبي ... ما كان أكثرها لنا وأقلّها
البيت شاهد على زيادة «كان» بين «ما» وفعل التعجب.
٢٨٥ - أقيم بدار الحزم ما دام حزمها ... وأحر إذا حالت بأن أتحوّلا
البيت لأوس بن حجر.
والبيت شاهد على الفصل بين فعل التعجب «أحر» والمتعجب منه بالظرف «إذا»، وهو هنا ظرف محض لم يتضمن معنى الشرط، ومتعلق بآخر. [الأشموني/ ٣/ ٢٤، والعيني/ ٣/ ٦٥٩، والتصريح/ ٢/ ٩٠].
٢٨٦ - فنعم ابن أخت القوم غير مكذّب ... زهير حسام مفرد من حمائل