١٠٥ - ألم تعلمي يا عمرك الله أنّني ... كريم على حين الكرام قليل
وأنّي لا أخزى إذا قيل مملق ... سخيّ وأخزى أن يقال بخيل
ينسبان إلى مبشّر بن هذيل الفزاري. والمملق: الفقير، مشتق من الملقة، وهي الصخرة الملساء. وقوله: يا عمرك، «الكاف»: ضمير العاذلة، ويا: للنداء، والمنادى محذوف، وعمرك الله: منصوبان بفعل محذوف تقديره: سألت الله تعميرك.
والشاهد:«على حين»، على أن «حين» بني على الفتح؛ لإضافته إلى الجملة الاسمية. [العيني/ ٣/ ٤١٢، والهمع/ ١/ ٢١٢، والأشموني/ ٢/ ٢٥٧].
١٠٦ - وقلن ألا البرديّ أوّل مشرب ... أجل جير إن كانت رواء أسافله
قاله طفيل الغنوي، الملقب ب «طفيل الخيل»؛ لأنه كان من أوصف العرب للخيل.
وقلن: يريد: الرواحل. والبرديّ: ماء يسمى أيضا الفردوس. وقوله: ألا: الهمزة للاستفهام عن النفي، والتقدير: أليس البرديّ أول مشرب؟ فقل لهن: نعم إن كان سقي بالمطر، والبردي: مبتدأ، أوّل: خبر، والجملة مقول القول. ورواء: بالكسر، جمع ريّان، وريّا، كعطاش، جمع عطشان وعطشى. وأسافل: جمع أسفل، وهو المكان المنخفض، يريد: إن اجتمع الماء في مواضعه المنخفضة حتى صار غديرا، فالبردي أول مشرب.
والبيت مرويّ بقافية أخرى هي:«أجل جير، إن كانت أبيحت دعاثره»، وهو من قصيدة لمضرّس بن ربعي. والدعثور: الحوض المتثلم، والمعنى: قالت النساء: ستكون أول استراحة لنا عند الفردوس، فأجابهن الشاعر:«أجل»، وفي «جير» أقوال أخرى غير الحرفيّة. [شرح أبيات المغني/ ٣/ ٥٨، والهمع/ ٢/ ٤٤].
١٠٧ - إذا ريدة من حيث ما نفحت له ... أتاه بريّاها خليل يواصله