قال السيوطي: إذا سمي بالمثنى والجمع فهو باق على ما كان عليه قبل التسمية من الإعراب بالألف والواو والياء، وذكر أعلاما منها فلسطون وصفّون (يريد صفّين) ودارون (دارين). قال: كلها أعلام منقولة من الجمع فترفع بالواو وتنصب وتجر بالياء، وأنشد البيت شاهدا على «صفين» الموقع المشهور. قال: وفي الحديث «شهدت صفين، وبئست صفّون» قلت: وهذا إن صحّ في الأعلام المنقولة عن المسميات العربية، فإنه لا يصح في الأعلام ذات الأصل الأعجمي. فقد ذكر «فلسطين» وقال إنها منقولة من الجمع، والصحيح أنّ «فلسطين» لفظ أعجمي، وأصلها «بلست، أو بلستي. وعرّبها العرب بفلسطين، ويبدو أن هذا التعريب بالنون جاء في العهد الإسلامي، وأما في العصر الجاهلي فذكروها باسم «فلسط» وهو قريب من اللفظ الأعجمي، ولذلك نسبوا إليها «فلسطي» قال الشاعر يصف الخمر «تخله فلسطيا إذا ذقت طعمه» وقال ابن هرمة في العصر الإسلامي (كأس فلسطيّة معتقة). [الهمع ج ١/ ٥٠، والدرر ج ١/ ٢٤].
لم يعرف قائله. وأنشده السيوطي شاهدا على استعمال «لولا» الامتناعية، حرف جرّ، إذا اتصلت بضمير جر «الكاف، والهاء، والياء ونا»[الهمع ج ٢/ ٣٣].
٤٤٩ - لو عدّ قبر وقبر كنت أكرمهم ... ميتا وأبعدهم عن منزل الذّام
البيت من أربعة أبيات، أوردها أبو تمام في الحماسة، ونسبها لعصام بن عبيد الزّمّاني.
ونسبها الجاحظ في البيان والتبيين لهمّام الرّقاشي، والشاعر يخاطب رجلا حجبه عن الدخول، وقدّم آخرين عليه، فقال قبل البيت:
أدخلت قبلي قوما لم يكن لهم ... في الحقّ أن يلجوا الأبواب قدّامي
والذام: لغة في الذمّ، بالتشديد في الميم.
وأنشدوا البيت شاهدا على أن تعاطف المفردين (قبر وقبر) لقصد التكثير، إذ المراد لو عدّت القبور قبرا قبرا. ولم يرد قبرين فقط وإنما أراد الجنس متتابعا واحدا بعد واحد، يعني: إذا حصّلت أنساب الموتى، وجدتني أكرمهم نسبا وأبعدهم من الذمّ.