والبيت شاهد: على أن جزم أدوات الشرط المضاف إلى جملتها ظرف، خاص بالشعر كما في البيت فإنه جازى بمن مع إضافة حين إلى جملة الشرط ضرورة، وحكمها أن لا تضاف إلا إلى جملة خبرية، لأن المبهمات إنما تفسر وتوصل بالأخبار، لا بحروف المعاني وما ضمنت معناها، وجاز هذا في الشعر تشبيها لجملة الشرط بجملة الابتداء والخبر والفعل والفاعل. [الخزانة/ ٩/ ٦١، وكتاب سيبويه ١/ ٤٤١].
.. ليس له قائل معروف. وقوله: أبائنة: الهمزة للاستفهام. وبائنة: اسم فاعل من البين وهو الفراق، وبائنة: مبتدأ، استغنى بمرفوعه وهو «حبّي» عن الخبر لاعتماده على الاستفهام. و «حبّى» من أعلام النساء غير منصرف. وكذلك «تماضر» علم امرأة، بضم التاء منقول من فعل مضارع من المضر مصدر «مضر» اللبن، كنصر وفرح، أي: حمض، وهو معطوف على «حبّى» والمقضيّ: اسم مفعول من قضى عليه قضاء، بالمدّ والقصر، والتهاجر: نائب
فاعل وأما لهنّا: فمجمل القول فيها: أن اللام، لام القسم، أو زائدة، والهاء: بدل من همزة (إنّ) المكسورة الهمزة، واللام في «لمقضيّ» هي لام الابتداء التي تكون مع خبر (إنّ). [الخزانة/ ١٠/ ٣٣٥].
٣٧٣ - فقصرن الشتاء بعد عليه ... وهو للذّود أن يقسّمن جار
البيت في لسان العرب «قصر» لأبي داود، وفي كتاب سيبويه لعديّ بن الرقاع العاملي، ولأبي داود الإيادي قصيدة من بحر الخفيف، وبقافية رائية مضمومة، لعلّ البيت يكون منها. وقوله: فقصرن: من قصر الشيء، إذا حبسه، ويريد بها النوق، أي: حبسن عليه يشرب ألبانها في شدة الشتاء. ومعنى الشطر الثاني: أنه يجيرها من أن يغار عليها فتقسم.
وموضع «أن» نصب كأنه قال: لئلا يقسمن ومن أن يقسّمن، فحذف وأوصل، وقال