أبيات المغني/ ٣/ ٣٣٤، وشرح المفصل/ ٣/ ١٢٠، وسيبويه/ ١/ ٣٨٨، والهمع/ ١/ ١٣٢].
١٧ - تعيّرنا أنّنا عالة ... ونحن صعاليك أنتم ملوكا
قوله: «تعيّرنا»، تقول العامة: عيرته بكذا، وهو لحن. والعالة: جمع عائل، وهو الفقير. والصعاليك: الفقراء، جمع صعلوك. وقوله: أننا عالة: مفعول ثان ل «تعيّرنا»، ونحن: مبتدأ، وخبره: أنتم، وصعاليك: حال من نحن، وملوك: حال من أنتم، والعامل فيهما معنى التشبيه المستفاد من إسناد أنتم إلى نحن.
والشاهد: أنّ «صعاليك وملوك»، حالان وعاملهما كاف التشبيه المحذوفة، أراد: نحن في حال تصعلكنا مثلكم في حال ملككم، فحذف (مثل)، وأقام المضاف إليه مقامه، مضمّنا معناه، وأعمل ما فيه من معنى التشبيه. [شرح أبيات المغني/ ٦/ ٣٢٩].
١٨ - يا نفس صبرا لعلّ الخير عقباك ... خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرّت بنا سحرا طير فقلت لها ... طوباك يا ليتني إياك طوباك
إن كان قصدك شوقا بالسلام على ... شاطي الفرات ابلغي إن كان مثواك
من موثق بالمنى ما لا فكاك له ... يبكي الدماء على إلف له باكي
أظ نّه آخر الأيام من عمري ... وأوشك اليوم أن يبكي له الباكي
الأبيات لعبد الله بن المعتز، الشاعر الناقد الأديب الخليفة العباسي، وقد قال هذه الأبيات عند ما سلّم لمؤنس؛ ليقتله، لعن الله قاتله، ومن أمر بقتله، فبأي ذنب قتل؟!
والشاهد في البيت الثاني: وإنما ذكرت الأبيات؛ لأنني أحبّ صاحبها، وأحزن كلما قرأت مقتله، فهو من بقية العرب في القرن الثالث، الذين حقدت عليهم الشعوبية، وحياته مثال للعرب المنتجين الأعلام، نبغ من بين ركام الصوارف عن النبوغ، وما تركه من الآثار، ردّ لما يتهم به العرب من العجز عن التأليف، وقد قتل رحمه الله في ربيع الآخر سنة ٢٩٦ هـ. والشاهد: أنّ «ليت» في البيت الثاني نصبت الجزءين، أولهما: الياء، وثانيهما: إيّاك. [شرح أبيات المغني/ ٥/ ١٦٥].
١٩ - قالت له وهو بعيش ضنك ... لا تكثري لومي وخلّي عنك
لم يذكر قائله. والشاهد في الشطر الثاني: حيث وقعت الجملة بعد القول غير محكية