سقطت النون وصار: هلا تمني، ثم لما دخلت عليه نون التأكيد الخفيفة وهي ساكنة، التقى ساكنان وهما النون والياء، فحذف الياء فصار (تمنّن) وغير: منصوب على الحال.
وذي سلم: اسم موضع أو واد بالحجاز يكثر فيه شجر السلم ويكثر ذكره في شعر الحنين إلى الحجاز، وشعر المتشوقين إلى الديار المقدسة. فقال البوصيري في بردته:
أمن تذكر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
[الأشموني ج ٣/ ٢١٣، وعليه العيني، والهمع ج ٢/ ٧٨، والدرر ج ٢/ ٩٦].
٤٦٠ - ومن هاب أسباب المنايا ينلنه ... ولو رام أسباب السماء بسلّم
البيت لزهير من معلقته ويروى:
ومن يبغ أطراف الرماح ينلنه ... ولو رام أن يرقى السماء بسلّم
يقول: من تعرض للرماح نالته. ورام: معناه حاول. والأسباب: النواحي. ويروى أيضا:
ومن هاب أسباب المنيّة يلقها ... ولو رام أسباب السماء بسلّم
وإنما عنى بها من يهاب كراهة أن تناله، لأن المنايا تنال من يهابها ومن لا يهابها.
وهو نظير قوله تعالى: قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ [الجمعة: ٨] والموت يلاقي من يفرّ ومن لا يفرّ.
وقوله ينلنه: في رواية الشاهد: النون للنسوة، لأن الضمير يعود على «أسباب المنايا».
[شرح المعلقات، واللسان (سلم، وسبب) والخصائص ج ٣/ ٣٢٤].
٤٦١ - أذلّا إذا شبّ العدا نار حربهم ... وزهوا إذا ما يجنحون إلى السّلم
لم يعرف قائله. قال السيوطي: من المواضع التي يجب فيها حذف عامل المصدر، ما وقع في توبيخ، سواء كان مع استفهام، كقوله .. (البيت).
والمقصود في البيت «أذلا» و «زهوا» فهما منصوبان بفعل محذوف. [الهمع ج ١/ ١٩٢ والدرر ج ١/ ١٦٥].