وقيل:(إن) في البيت بمعنى (قد) وهو قول وجيه. [شرح أبيات المغني ج ١/ ١١٤، والهمع ج ١/ ١٢٤، والدرر ج ١/ ٩٧].
١٢١ - ما الحازم الشهم مقداما ولا بطل ... إن لم يكن للهوى بالحقّ غلّابا
البيت غير منسوب وذكره ابن هشام، على أنّ قائله عطف (بطل) بالجرّ على (مقدام) المنصوب، على توهّم أنه مجرور بالباء الزائدة بعد ما النافية. وهذا البيت، إشغال للناس بدون فائدة، فالبيت غير منسوب، ولم يسمع أحد قائله قال:«ولا بطل»، بالجرّ ... ولو رويناه بالنصب ما فسد البيت معنى ونظما .. والذي يبدو لي والله أعلم، أنهم سمعوه ممن توهم أن الباء في (بطل) حرف جرّ فجرّه .. كمن سئل: ماذا فعل الله بحمار أبيك؟
فقال:(باعه) بكسر العين، ظنا أنّ الباء حرف جرّ. ويحدث كثيرا مثل هذا في أيامنا لغلبة العجمة على عقول الناس، ولأنهم يتعلمون النحو قواعد، بدون تطبيق، ولا فهم لمعاني الكلمات التي يعربونها .. وقد سألت مرة أحدهم أن يعرب (أدّب بنيك) فأعرب الباء حرف جرّ .. وأعرب أحدهم (في فلك ماخر)، ماخر: ما اسم موصول. وأعرب أحد الطلاب في مدرسة ثانوية (عليّ بن أبي طالب) عليّ: جار ومجرور. [شرح أبيات المغني/ ٧/ ٤٩، والهمع ج ٢/ ١٤١، والدرر ج ٢/ ١١٩٦].
البيت لربيعة بن مقروم، شاعر مخضرم، وهو من ثمانية أبيات أوردها أبو تمام في الحماسة، وجاء منها:
أخوك أخوك من يدنو وترجو ... مودّته وإن دعي استجابا
إذا حاربت حارب من تعادي ... وزاد سلاحه منك اقترابا
فإن أهلك ..
مخضت بدلوه حتى تحسّى ... ذنوب الشرّ ملأى أو قرابا
قوله: إن أهلك: هذا الكلام تسلّ عن العيش بعد قضاء حاجته وإدراك ثأره ولولا ما تسهل له من ذلك لكان لا يسهل عليه انقطاع العمر، فيقول: إن أمت فربّ رجل ذي غيظ عليّ وغضب تكاد نار عداوته تتوقد توقدا .. أن فعلت به كذا.