للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - تعلّمن ها - لعمر الله - ذا قسما ... فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك

البيت من قصيدة لزهير بن أبي سلمى. قال الأصمعي: ليس في الأرض قصيدة على الكاف، أجود من قصيدة زهير التي مطلعها:

بان الخليط ولم يأووا لمن تركوا ... وزوّدوك اشتياقا أيّة سلكوا

وقوله: تعلّمن، أي: اعلم، و «ها» تنبيه، وأراد: هذا ما أقسم به، وقسما: مصدر منصوب يؤكد معنى اليمين.

وقوله: «فاقدر بذرعك»، أي: قدّر لخطوك. والذّرع: قدر الخطو، والمعنى: لا تكلّف ما لا تطيق مني، يتوعده بذلك، وكذلك قوله: «وانظر أين تنسلك». والانسلاك:

الدخول في الأمر، وأصله من سلوك الطريق، والمعنى: لا تدخل نفسك فيما لا يعنيك، ولا يجدي عليك.

والبيت شاهد على أن الفصل بين «ها»، وبين «ذا»، بغير إنّ وأخواتها كالقسم، قليل كما في البيت. وأصله: هذا لعمر الله قسمي. [الخزانة/ ٥/ ٤٥١، وسيبويه/ ٢/ ١٤٥، والدرر/ ١/ ١٥٠، والهمع/ ٢/ ٩٢].

٧ - أفي السّلم أعيارا جفاء وغلظة ... وفي الحرب أشباه النساء العوارك

البيت منسوب إلى هند بنت عتبة، قالته لفلّ قريش حين رجعوا من بدر. أفي: الهمزة للاستفهام التوبيخي. والأعيار: جمع عير، وهو الحمار، وهو مثل في البلادة والجهل.

والعوارك: جمع عارك، وهي الحائض.

والبيت شاهد على أن «أعيارا»، و «أشباه النساء» منصوبان على الحال، وقيل:

منصوبان على المصدر، بإضمار فعل، وضعت هي موضعه بدلا من اللفظ به. وقيل: إن الفعل المحذوف كان واسمها، وأعيارا خبرها. [الخزانة/ ٣/ ٢٦٤، وسيبويه/ ١/ ١٧٢، واللسان «عرك»، والسيرة النبوية].

٨ - سلّم على المولى البهاء وصف له ... شوقي إليه وأنّني مملوكه

أبدا يحرّكني إليه تشوّقي ... جسمي به مشطوره منهوكه

لكن نحلت لبعده فكأنني ... ألف وليس بممكن تحريكه

<<  <  ج: ص:  >  >>