وفي البيتين شاهد على أنه قد يستغنى عن «إمّا» الثانية بذكر ما يغني عنها وهو قوله هنا «وإلا» وهي إن الشرطية المدغمة «بلا» النافية والأصل: وإمّا أن تطرحني.
وقوله: فإما أن تكون، في تأويل مصدر مرفوع، خبر لمبتدأ محذوف تقديره: إمّا شأنك كونك أخا بحق. أو يكون مصدرا منصوبا مفعولا لفعل محذوف، والتقدير: اختر إما كونك أخا.
وقوله: بحقّ: نائب عن المفعول المطلق، أو صفة لأخي.
وقوله: فأعرف: بالنصب: معطوف على تكون. و «منك» في موضع الحال المقدمة من المفعول. و «من» الثانية للتمييز متعلقة بأعرف. [شرح أبيات المغني/ ٢/ ١٢].
١٣١ - وكلّ أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلّا الفرقدان
البيت منسوب لعمرو بن معدي كرب الزبيدي، ومنسوب إلى حضرمي بن عامر. الأول صحابي، والثاني صحابي
أيضا والفرقدان: نجمان قريبان من القطب وذكر ابن هشام البيت في باب «إلا» الاستثنائية التي يوصف بها وبتاليها جمع منكر أو شبهه إذا تعذّر الاستثناء. ونقل عن ابن الحاجب، أن الوصف بها في هذا البيت من الشذوذ، لأنه يجوز نصب الفرقدين على الاستثناء. قال السيرافي: تقديره: وكلّ أخ إلا الفرقدان مفارقه أخوه «وإلّا» صفة لكلّ. ومفارقه: خبره ولو كان صفة للأخ، لقال: الفرقدين. لأن ما بعد إلا يعرب بإعراب «غير» الذي يقع موقعه. فالمرفوع نعت «كلّ» والمخفوض نعت أخ. وذكر غيره وجوها من الإعراب.
أحدها: كلّ مبتدأ. مفارقه خبره. وأخوه: فاعل مفارقه.
الثاني: كل: مبتدأ، مفارقه: مبتدأ ثان. وأخوه: خبره والجملة خبر الأول.
الثالث: كلّ: مبتدأ وأخوه: مبتدأ ثان ومفارقه خبره، والجملة، خبر الأول.
الرابع: كل: مبتدأ، مفارقه: بدل منه وأخوه خبر كل، أي: مفارق كل أخ أخوه.
الخامس: أن يكون مفارقه، بدلا من «كل» وأخوه: مبتدأ. وكل أخ مفارقه. خبر مقدم.
وكلّ هذا العجن والخبز، لأنّ الشاعر، رفع «الفرقدان» وإذا ثبت أنه بيت مفرد، فإنه يصح أن تقول «الفرقدين» شعرا ونحوا. أو «الفرقدان» على الاستثناء، ويكون منصوبا على لغة من يبقي المثنى بالألف دائما. ولكن الصراع الفكري، وحب الانتصار في