المغني/ ٦/ ١٦، واللسان (حلج)، والأشموني/ ٢/ ٣٣٤].
٧ - قالت وعيش أبي وحرمة إخوتي ... لأنبهنّ الحيّ إن لم تخرج
فخرجت خيفة قولها فتبسّمت ... فعلمت أنّ يمينها لم تحرج
فلثمت فاها آخذا بقرونها ... شرب النّزيف ببرد ماء الحشرج
الأبيات لعمر بن أبي ربيعة، يصف أحد خيالاته، وليس فيها من الحقيقة شيء لأنّ الشاعر عاش في النصف الثاني من القرن الأول، حيث كانت الحجاز تعجّ بالعلماء والأتقياء، وكانت المدينة ومكة مشغولتين بثوراتها على الأمويين، وليس من المعقول أن يكون لعمر هذا الميدان الذي يجول فيه ويصول ... وتنسب الأبيات لجميل بن معمر في الكامل وغيره، وهي نسبة لا تكون، لأننا لم نعهد في الغزل العذري هذا الوصف.
والشاهد في البيت الثالث، وقوله: النزيف: المحموم الذي منع من الماء، وقوله:
الحشرج: الحسي يكون في حصى، وهو مناسب، لأنه جعل تقبيل ثغرها وامتصاص ريقها - وفي الثغر الأسنان - كأنه ماء بارد على حصى. والقرون: جمع قرن بالفتح، وهو الضفيرة من شعر الرأس، ونصب «شرب» على المصدر المشبه به كأنه قال: شربت ريقها كشرب النزيف للماء البارد.
والشاهد فيه: (ببرد) على أن الباء فيه للتبعيض بمعنى (من) وقيل: الباء زائدة، وقد تتضمن (شرب) معنى (الريّ) فتكون الباء أصلية، لأن روي يتعدى بالباء. [شرح أبيات المغني/ ٢/ ٣١٣، والهمع/ ٢/ ٢١].
٨ - إني أتيحت لي يمانية ... إحدى بني الحارث من مذحج
تمكث حولا كاملا كلّه ... لا نلتقي إلا على منهج
الحجّ إن حجّت وماذا منى ... وأهله إن هي لم تحجج
الأبيات للشاعر العرجي عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان، منسوب إلى «العرج» بالطائف، لإقامته به. وقوله على منهج: أي: طريق ... يتغزل الشاعر بامرأة ويقول: بعد هذا المكث الطويل لا نلتقي في خلوة، وإنما نلتقي في الطريق، وقوله:
الحج إن حجت، أي: الحج الكامل إن حجّت، وماذا: أي شيء، وأهله: بالرفع يقول:
إن لم تحج هذه المرأة فليس الحج حجا معتدا به، وهو كاذب فيما قال، وما كان لمثله أن يحجّ، وهو لم يقصد تطهير نفسه من الآثام.