ذلك عن إفادة الكثرة، وانظر [شرح المفصل ج ٥/ ٥٦، والخزانة ج ١/ ٢٠٤، وكتاب سيبويه ج ٢/ ٢٠٧].
[٤٧٢ - فقالوا: ما تشاء؟ فقلت: ألهو ... إلى الإصباح آثر ذي أثير]
البيت أنشده أبو زيد، ولم ينسبه، وقوله «آثر ذي أثير» معناه أفعل هذا الشيء أوّل كل شيء، والبيت شاهد على إيقاع الفعل «ألهو» على المصدر «اللهو» فكأنه قال: «اللهو»، وينشدون البيت في سياق الاستشهاد على أنه يوقع الفعل موقع الاسم المستثنى في قولهم: نشدتك الله إلا فعلت، والمعنى: ما أطلب منك إلا فعلك. [شرح المفصل ج
٤٧٤ - أجل أنّ الله قد فضّلكم ... فوق من أحكأ صلبا بإزار
البيت لعدي بن زيد العبادي وأحكأ العقدة: شدّها، أراد فوق من شدّ إزارا بصلب، معناه فضلكم على من ائتزر فشدّ صلبه بإزار، أي: فوق الناس أجمعين، لأن الناس كلهم يحكئون أزرهم بأصلابهم، ويروى البيت:«فوق ما أحكي بصلب وإزار» أي: بحسب وعفة، أراد بالصلب هنا: الحسب، والإزار: العفة عن المحارم، أي: فضلكم الله بحسب وعفاف، فوق ما أحكي، أي: ما أقول والشاهد: أجل أنّ الله .. فهو لغة في قولنا «من أجلك». [اللسان - حكأ، صلب - أجل].
[٤٧٥ - ألا أبلغ أبا حفص رسولا ... فدى لك من أخي ثقة إزاري]
البيت منسوب إلى بقيلة الأكبر الأشجعي، وكنيته أبو المنهال. وأبو حفص: عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، والرسول: الرسالة، والإزار هنا: كناية عن النفس. وفي كتب الأدب والأخبار، قصة بطلها بقيلة الأكبر، أظنّها من وضع الإخباريين، وأهل التعليم، وقد ذكرت طرقها وأسانيدها في كتابي «المدينة النبوية» وبينت بطلانها، ونأخذ ما فيها من الشعر ونترك مناسبته وقصته.
٤٧٦ - فقلت: لو باكرت مشمولة ... صهبا كلون الفرس الأشقر