بنصب حمام، ورفعه، أما النصب فعلى أن ليت عاملة، لم تلغ باتصالها بما، والرفع على أن ليت مهملة، وهو في الحالين بدل. وبناء عليه يروى أو نصفه. بالعطف على النصب أو الرفع. وفيه شاهد أيضا على أن «أو» بمعنى الواو، عند الكوفيين. [سيبويه/ ١/ ٢٧٢، والإنصاف/ ٤٧٩، والمفصل/ ٨/ ٥٤، والشذور/ ٢٨٠، والخزانة/ ١٠/ ٢٥١، وشرح أبيات المغني/ ٢/ ٤٦].
٢٥ - ودوّيّة مثل السماء اعتسفتها ... وقد صبغ الليل الحصى بسواد
هذا البيت للشاعر ذي الرمة (غيلان بن عقبة). والدويّة: الصحراء، واعتسفتها:
قطعتها على غير قصد واضح.
ودوية: الواو واو ربّ. ودوية: مجرور لفظا مرفوع محلا مبتدأ. مثل: صفة، وجملة «اعتسفتها» خبر المبتدأ. وجملة (وقد صبغ الليل): في محل نصب حال.
والشاهد: ودوّيّة: حيث حذف حرف الجرّ الذي هو (ربّ) وأبقى عمله بعد الواو.
البيت من معلقة طرفة بن العبد. والتلاع: ما ارتفع من الأرض، ويسترفد القوم:
يطلبون الرفد، وهو العطاء. يريد أنني لا أسكن الأماكن المرتفعة بعيدا عن طرق الأضياف، وقوله: بحلال: الباء زائدة، وحلال: خبر ليس. مخافة: مفعول لأجله.
والشاهد:«متى يسترفد .. أرفد»، حيث جزم ب متى فعلين. [سيبويه/ ١/ ٤٤٢، وشرح المغني/ ٧/ ١٧٠، والخزانة/ ٩/ ٦٦].
٢٧ - إذا ما انتسبنا لم تلدني لئيمة ... ولم تجدي من أن تقرّي بها بدّا
البيت للشاعر زائد بن صعصعة الفقعسي. و «ما» بعد إذا، زائدة. وقوله: من أن تقرّي: المصدر المؤول مجرور، متعلق بقوله «بدّا» الآتي. وقوله «بدّا» مفعول به للفعل «تجدي». والشاهد: قوله: «لم تلدني»: فإنّ ظاهره أنه ماض في المعنى، حيث نقلت (لم) زمن المضارع إلى الماضي، ولكن هذا الظاهر غير مراد لأن الشاعر يريد أن يقول: إننا إذا تفاخرنا بأنسابنا تبيّن أنني لم تلدني لئيمة، والتبيّن، مستقبل لا ماض.