للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنويا، فالمعنى لا يأبى تعلقه ب «يأسا». [الخصائص/ ٣/ ٢٥٨، والهمع/ ٢/ ٩٣، وشرح أبيات المغني/ ٧/ ٢٣٦].

١٣ - أعلاقة أمّ الوليّد بعد ما ... أفنان رأسك كالثّغام المخلس

البيت للمرار الفقعسي. والعلاقة: مصدر علق الرجل المرأة من باب فرح، إذا أحبها. والعلاقة: الحب، وتكون أيضا في الأمور المعنوية وهي بالفتح. والعلاقة بالكسر: علاقة السيف ونحوه من الأمور الحسّية. والوليّد: بالتصغير. والأفنان: أراد بها ذوائب شعره على سبيل الاستعارة. والثغام: نبات ترعاه الإبل، إذا جفّ ابيضّ، ويشبه به الشيب.

والبيت شاهد أنّ «ما» كافة ل «بعد» عن الإضافة. وقيل: (ما) مصدرية، والجملة بعدها في تأويل مصدر، وما بعدها مضاف إلى (بعد). والمخلس: الذي خالطه السواد.

وفيه شاهد آخر: وهو إعمال المصدر «علاقة» عمل الفعل ونصب أم الوليد ب (علاقة).

[شرح أبيات المغني/ ٥/ ٢٦٩، وسيبويه/ ١/ ٦٠، وشرح المفصل/ ٨/ ١٣١].

١٤ - عددت قومي كعديد الطّيس ... إذ ذهب القوم الكرام ليسي

البيت منسوب إلى رؤبة بن العجاج. ويروى الشطر الأول: «عهدي بقومي كعديد الطيس»، وهو الأقوم. والعديد: كالعدد. والطيس: كل خلق كثير النسل نحو النمل والذباب. وقيل: الكثير من الرمل.

وقوله: كعديد، التقدير: عددتهم عدا كعديد، جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لموصوف محذوف. وفي البيت شاهدان في «ليسي»:

الأول: أتى بخبر ليس ضميرا متصلا، ولا يجوز عند جمهرة النحاة أن يكون إلا منفصلا، فكان عليه القول: ليس إياي.

والثاني: حذف نون الوقاية من «ليس» مع اتصالها بياء المتكلم، وذلك شاذ عند الجمهور الذين ذهبوا إلى أن «ليس» فعل. [شرح المفصل/ ٣/ ١٠٨، وشرح أبيات المغني/ ٤/ ٨٥، والهمع/ ١/ ٦٤].

١٥ - فأين إلى أين النجاة ببغلتي ... أتاك أتاك اللّاحقون احبس احبس

<<  <  ج: ص:  >  >>