والشاهد:«ما عداني»، فإنّ عدا في هذا الموضع فعل، والدليل: سبقها ب (ما) المصدرية، ومجيء نون الوقاية قبل ياء المتكلم، ونون الوقاية لا تجيء إلا مع الأفعال.
[الشذور، والأشموني/ ٢/ ١٦٤، والهمع/ ١/ ٢٣٣].
٣٩ - ولو سئل الناس التّراب لأوشكوا ... إذا قيل هاتوا أن يملّوا فيمنعوا
غير منسوب، وقبل البيت:
أبا مالك لا تسأل الناس والتمس ... بكفّيك فضل الله والله أوسع
والشاهد:«لأوشكوا أن يملوا»، حيث أتى بخبر أوشك فعلا مضارعا مقترنا بأن المصدرية على ما هو الغالب في خبر هذا الفعل. [الشذور، والهمع/ ١/ ١٣٠، والأشموني/ ١/ ٢٠٦].
٤٠ - مدحت عروقا للنّدى مصّت الثرى ... حديثا فلم تهمم بأن تترعرعا
سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما ... وقد كربت أعناقها أن تقطّعا
لأبي زيد الأسلمي، يهجو إبراهيم بن هشام ابن إسماعيل بن هشام المخزومي، والي المدينة، وكان قد مدحه من قبل، فلم ترقه مدحته فلم يعطه، وزاد على ذلك أن أمر به فعذّب بالسياط.
عروقا: جمع عرق، أصله عرق الشجرة. مصّت الثرى حديثا: أراد أنها ذاقت طعم الغنى حديثا. لم تهمم: لم تعزم، يريد أنها لم تكن على استعداد لذلك؛ لضآلة أصلها.
وذوو الأحلام: أراد هشام بن عبد الملك وكان إبراهيم خاله. والسّجل: الدلو العظيمة المملوءة ماء.
والشاهد:«كربت أعناقها أن تقطع»، حيث جاء الشاعر بخبر «كرب» فعلا مضارعا مقترنا بأن المصدرية، وهذا نادر في خبر هذا الفعل. [الشذور، والأشموني/ ١/ ٢٦٢].
٤١ - فقالت: أكلّ الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغرّ وتخدعا