١٠٠ - ما أعطياني ولا سألتهما ... إلا وإنّي لحاجزي كرمي
من قصيدة لكثيّر عزّة يمدح فيها عبد الملك بن مروان وأخاه عبد العزيز. ومعنى «حاجزي» أي، مانعي. يريد أنه إذا سألهما وأعطياه، حجزه كرمه عن الإلحاف في السؤال.
وقوله: إلا وإني: إلا: أداة استثناء والمستثنى منه محذوف، أي: ما أعطياني ولا سألتهما في حالة من الأحوال. إني: إنّ واسمها والواو قبلهما للحال، وإنّ مكسورة الهمزة. لحاجزي: اللام للتوكيد حاجزي، حاجز: خبر إنّ مضاف إلى ياء المتكلم من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله. كرمي: فاعل بحاجز وجمله «إن» واسمها وخبرها في محل نصب حال، وهذه الحال في المعنى، مستثناة من عموم الأحوال، وكأنه قال: ما أعطياني ولا سألتهما في حالة إلا هذه.
والشاهد: إلا، وإني: حيث جاءت همزة إنّ مكسورة لأنها وقعت موضع الحال وسبب آخر، أنها دخلت اللام في خبرها، وهذا مثل قوله تعالى. «وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ»[الفرقان: ٢٠][سيبويه/ ١/ ٤٧٢. والعيني/ ٢/ ٣٠٨، والهمع/ ١/ ٢٤٦، والأشموني/ ١/ ٢٧٥].
١٠١ - ألا ارعواء لمن ولّت شبيبته ... وآذنت بمشيب بعده هرم
غير منسوب.
والارعواء: الانتهاء والانكفاف.
ألا: الهمزة للاستفهام .. لا: نافية للجنس، وقصد بالحرفين جميعا: التوبيخ والإنكار. ارعواء: اسم «لا» - لمن: الجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر «لا» وموطن الشاهد: ألا .. حيث أبقى للا النافية عملها الذي تستحقه مع دخول همزة الاستفهام عليها لأنه قصد بالحرفين جميعا التوبيخ والإنكار. [شرح أبيات المغنى/ ٢/ ٩٢، والهمع/ ١/ ١٤٧، والأشموني/ ٢/ ١٤].