هذا البيت لبعض العرب، ولم يعيّنوه، ونقله ابن هشام في المغني على أنّ ابن مالك حمل (إلا) فيه على الزيادة، وبخاصة في الشطر الأول حيث الاستثناء مفرّغ غير منفي .. ولكن رواية البيت الأشهر (وما الدهر إلا ...) وبذلك يبطل الاستدلال به، وإذا صحت روايته تخرّج على أنّ، أرى، جواب لقسم مقدّر، وحذفت (لا) كحذفها في تَاللَّهِ تَفْتَؤُا .. [يوسف: ٨٥] والمنجنون: الدولاب الذي يستقى عليه، وجعل الدهر كذلك لأنه يتقلب بأهله، تارة يرفعهم وتارة
يخفضهم، وعلى رواية (وما الدهر) فيه شاهد على إعمال «ما» مع انتقاض نفيها بإلا. وقيل: التقدير: إلا يشبه كذا، فتكون منجنونا، مفعولا.
[شرح أبيات المغني ج ٢/ ١١٦، والأشموني ج ١/ ٢٤٨، والتصريح ج ١/ ١٩٧].
البيت للحطيئة من قصيدة مدح بها بغيض بن عامر من بني أنف الناقة، ويعرّض بالزّبرقان بن بدر .. والبيت شاهد على حذف حرف العطف، وأن جملة (منزله برمل يبرين) معطوفة بواو محذوفة .. قال ابن هشام: ولك أن تقول: الجملة الثانية صفة ثانية، لا معطوفة .. وجار: خبر إنّ. وشدّ ما اغتربا: أصله: ما أشدّ ما اغترب. فحذف ما التعجبّية، والهمزة من «أشدّ»، لضرورة الشعر. و «ما» في (شدّ ما) مصدرية، أي: ما أشدّ اغترابه. ويبرين: قرية في شرق السعودية.
وقوله: بالشام: أي: بناحية الشام. يريد بعد المسافة بين منزله الأصلي، ومكان ارتحاله الذي جاور فيه آل بغيض. [شرح أبيات المغني ج ٧/ ٣٢٦، وديوان الشاعر].
١١٥ - وللخيل أيّام فمن يصطبر لها ... ويعرف لها أيامها الخير تعقب
خبر مقدم، ومبتدأ مؤخر. من: اسم شرط. يصطبر: فعل الشرط. ويعرف: مجزوم معطوف على فعل الشرط. وجواب الشرط: تعقب: مجزوم وحرك بالكسر للقافية.
والخير: مفعول مقدم للفعل تعقب ... فدلّ هذا على جواز تقديم الاسم المنصوب بجواب الشرط، مع أنّ جواب الشرط مجزوم .. وهو ردّ على الفرّاء الذي ينكر تقديم منصوب جواب الشرط، وبقاء الجواب مجزوما حيث يرى الرفع. أما المرفوع، فاتفق الكوفيون أنّ تقدّمه، يمنع جزم الجواب، فتقول: إن تأتني زيد يكرمك، بالرفع. ويرى البصريون جواز تقديم المرفوع والمنصوب، مع تقدير فعل. [الإنصاف/ ٦٢١، والخزانة/ ٩/ ٤٤].