أي: أتيتم قوما أهلا، ونزلتم موضعا سهلا .. جنى: مفعول لزودت. بل: حرف دال على الإضراب الإبطالي. ما: اسم موصول مبتدأ، وصلته جملة زودت. منه: جار ومجرور متعلقان ب (أطيب) وأطيب خبر المبتدأ.
والشاهد:«منه أطيب» حيث قدم الجار والمجرور المتعلقين بأفعل التفضيل عليه.
والتقديم شاذ في غير الاستفهام .. فإذا علقت الجار والمجرور ب (زودت) أي: بل الذي زودت منه، أي: من شبيه جنى النحل ... فلا شاهد في البيت. [شرح المفصل/ ٢/ ٦٠، والهمع/ ٢/ ١٠٤، والأشموني ج ٣/ ٥٢، وديوان الشاعر].
١٠٠ - وما أدري أغيّرهم تناء ... وطول الدّهر أم مال أصابوا
البيت للحارث بن كلدة من قطعة أولها:
ألا أبلغ معاتبتي وقولي ... بني عمّي، فقد حسن العتاب
يقول في معنى الشاهد: أنا لا أعلم ما الذي غيّر هؤلاء الأحبة، أهو التباعد وطول الزمن أم الذي غيرهم، مال أصابوه وحصلوا عليه، فأبطرهم الغنى وأنساهم حقوق الألفة وواجب المودّة، ونسبه العيني إلى جرير، وليس في ديوانه.
قلت: إن العيني يقع في أوهام، فلا تأخذنّ كل ما يقوله إلا بعد مقارنة وتحقيق.
وما: نافية. أدري: مضارع ينصب مفعولين، بمعنى أعلم، وعلّق عن العمل في مفعوليه بسبب الاستفهام بعده .. وجملة أغيّرهم تناء: الفعل والفاعل سدّت مسدّ مفعولي أدري .. أصابوا: فعل وفاعل - والجملة في محل رفع صفة لمال. وقد حذف المفعول به والأصل «أصابوه». والشاهد:(أصابوا) حيث أوقع الجملة نعتا لما قبلها وحذف الرابط الذي يربط النعت بالمنعوت، والذي سهّل الحذف أنّه مفهوم من الكلام. وهو شاهد على جواز حذف الرابط في جملة الصفة. [سيبويه ج ١/ ٤٥، وشرح المفصل ج ٦/ ٨٩، وابن عقيل ج ٢/ ٢٦٢، والعيني/ ٤/ ٦٠].
١٠١ - فاليوم قرّبت تهجونا وتشتمنا ... فاذهب فما بك والأيام من عجب
.. البيت من شواهد سيبويه التي لم يعزها، وقالوا: إن مجاهيل سيبويه حجّة، لأنه سمعها ممن يوثق بفصاحتهم. ويروى (أنشأت تهجونا) و «قد بتّ» ..