٢٥٢ - فلا حسبا فخرت به لتيم ... ولا جدّا إذا ازدحم الجدود
البيت من قصيدة طويلة لجرير، هجا بها الفرزدق وتيم الرّباب. ويجوز في «حسبا» النصب والرفع، لوقوعه بعد حرف النفي. أما النصب، فبفعل مقدّر متعد إليه بنفسه في معنى الفعل الظاهر، والتقدير: فلا ذكرت حسبا فخرت به. ولا جدا: معطوف على قوله: حسبا، وهو بمنزلة قولك: أزيدا مررت به، وإنما لم يجز إضمار الفعل المتعدي بحرف الجرّ لأن ذلك يؤدي إلى إضمار حرف الجرّ، ولا يجوز إضماره، لأنه مع المجرور كشيء واحد، وهو عامل ضعيف، فلا يجوز فيه بالإضمار والإظهار كما يتصرف في الفعل.
وأما الرفع: فعلى الابتداء وجملة (فخرت) به، صفته، و «لتيم» هو الخبر. [الخزانة/ ٣/ ٢٥، وسيبويه/ ١/ ٧٣، وشرح المفصل/ ١/ ١٠٩، وديوان جرير].
٢٥٣ - متى ما ير الناس الغنيّ وجاره ... فقير يقولوا عاجز وجليد
وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى ... ولكن أحاظ قسّمت وجدود
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد
وكائن رأينا من غنيّ مذمّم ... وصعلوك قوم مات وهو حميد
... البيت الشاهد للشاعر المعلوط السعدي القريعي، وذكرت ما بعده لصحة معناها وشرفه. قال المرزوقي: أخرج هذا الكلام مخرج الإنكار لما تعوده الناس في الحكم على الأغنياء والفقراء فيقول: مما يقضي به الناس على الغني وإلى جنبه فقير أن يقولوا: هذا من عجزه أتي، وهذا لجلادته أغني، وهذا خطأ، لأنّ الغنى والفقر مما قدّر الله.
وجملة (وجاره فقير) من المبتدأ والخبر حال من الغنيّ، ويقولوا: جواب الشرط، وقوله: عاجز، وجليد: خبر مبتدأ محذوف، أي: هذان عاجز وجليد، والجملة: مقول القول. [شرح الحماسة للمرزوقي ج ٣/ ١١٤٨].
٢٥٤ - ألا يا ليل ويحك نبّئينا ... فأما الجود منك فليس جود
البيت لعبد الرحمن بن حسان: يقول: خبرينا بما أنت عليه من مودّة أو غيرها، وأمّا جودك لنا بالوصل فليس مما نطمع فيه، لما عهدنا من بخلك.