وقوله: فينبت: جاء مرفوعا بعد الفاء؛ لأنه لم يشأ أن يجعله سببا، وإنما جعله خبرا ولم يجعله جوابا.
قال سيبويه: وذلك أنه لم يرد أن يجعل النبات جوابا لقوله: «ولا زال»، ولا أن يكون متعلقا به، ولكنه دعا، ثم أخبر بقصة السحاب، كأنه قال: فذاك ينبت حوذانا. قال الخليل: ولو نصب «فينبت»، لجاز. ولكنا تلقيناه مرفوعا. [سيبويه/ ٣/ ٣٦، هارون].
البيت للأعلم الهذلي. والمستقنّ: الذي يقيم في الإبل يشرب ألبانها، ويكون معها حيث ذهبت، من «القنّ»، لعله العبد. وقد أنشده السيوطي شاهدا لحذف أداة النداء قبل اسم الجنس، والتقدير: يا ضبعا. وفي «لسان العرب» عن الأزهري: معنى قوله: مستقنا ضبعا تنول، أي: مستخدما امرأة كأنها ضبع. وعلى هذا تكون «ضبعا» منصوب ب «مستقنا»، والقافية في اللسان «تنول» بالنون، وفي الهمع «تبول» بالباء. [اللسان «قنن»، والهمع ج ١/ ١٧٤، والخصائص ٣/ ١٩٦].
٤٢٣ - يهز الهرانع عقده عند الخصى ... بأذلّ حيث يكون من يتذلّل
وقبل البيت:
إنّا لنضرب رأس كل قبيلة ... وأبوك خلف أتانه يتقمّل
والبيتان للفرزدق، من قصيدة يهجو فيها جريرا. يقول في البيت الأول: نحن لعزّنا وكثرتنا نحارب كلّ قبيلة ونقطع رؤوسها، وأبوك لذله وعجزه يقتل قمله خلف أتانه (أنثى الحمار). والبيت الشاهد تفسير للبيت الذي قبله، ولكنه تفسير يشبه بمن يلقم السائل حجرا، ويقول له: اسكت؛ لأنه فسّره بكلام موغل في البداوة والحوشية، وما أظنّ عامة الناس في زمانه فهموا مراده، وما يستطيع أحد في زماننا أن يفهمه دون الرجوع إلى المصادر، ولو كان أحد أعضاء مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد. وإليك فكك غامضة:
يهز: مضارع وهز وهزا، إذا نزع القملة وقصعها.
الهرانع: مفعول «يهز» مقدم على الفاعل، جمع هرنع، وهو القمل، الواحدة هرنعة،