فذلك إن يلق المنيّة يلقها ... حميدا وإن يستغن يوما فأجدر
[الخزانة/ ١٠/ ٩، وشرح التصريح/ ٢/ ٩٠، والمرزوقي/ ٤٢٤، والأشموني/ ٣/ ٢٠، وابن عقيل/ ٢/ ٢٢٦].
٤ - تأخّرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدّما
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا ... ولكن على أقدامنا تقطر الدّما
... البيتان للحصين بن الحمام المريّ، من شعراء الجاهلية. يقول في البيت الأول:
نكصت على عقبي رغبة في الحياة، فرأيت الحياة في التقدم مثل قولهم: «الشجاع موقّى» أي: تتهيبه الأقران، فيتحامونه فيكون ذلك وقاية له.
ويقول في البيت الثاني: نتوجه نحو الأعداء في الحرب، ولا نعرض عنهم، فإذا جرحنا كانت الجراحات في مقدّمنا، لا في مؤخرنا، وسالت الدماء على أقدامنا لا على أعقابنا.
والشاهد في قوله: «تقطر الدما» ويروى:
يقطر الدّما: الدّما: بفتح الدال: فاعل مرفوع، والضمة مقدرة لأنه اسم مقصور.
وتقطر الدّما: أي: تقطر كلومنا الدم. فالدم مفعول به للفعل تقطر.
ونقطر الدّما: أي: نقطر دما من جراحنا. فالفعل بنون المتكلمين.
وتقطر الدّما: أي: الدماء، فقصر الممدود. فإن كان الفعل لازما، فالدما: فاعل وإن كان متعديا، فإنه مفعول به، والفاعل ضمير «كلومنا». [الخزانة/ ٧/ ٤٩٠، والمرزوقي/ ١٩٨، والشعر والشعراء/ ٢/ ٦٤٨].
٥ - أما والدّماء المائرات تخالها ... على قنّة العزّى وبالنّسر عندما
البيت للشاعر الجاهلي عمرو بن عبد الجنّ. وهو شاهد على أن لام التعريف قد تزاد في العلم. كما في قوله «النّسر» فقد ورد في القرآن، بدون الألف واللام.
[الخزانة/ ٧/ ٢١٤].
٦ - لأورث بعدي سنّة يقتدى بها ... وأجلو عمى ذي شبهة إن توهّما