وقوله: ذو الطول وذو العرض: كناية عن عظم جسمه، والعرب تتمدح بطول الأجسام، ومن ذلك قول الشاعر:
تبيّن لي أنّ القماءة ذلّة ... وأنّ أعزّاء الرجال طيالها
والقماءة: بفتح القاف، بزنة سحابة، قصر القامة، ومحل الاستشهاد بالبيت هنا، قوله:«عامر»، فقد جاء به مرفوعا من غير تنوين، فدلّ على أنه منعه من الصرف، مع أنه ليس فيه إلا علة واحدة، وهي العلمية، وقد منعه من الصرف، مع اعتباره اسم رجل؛ لأنه وصفه وقال: ذو الطول وذو العرض، ولو كانت قبيلة، لوجب أن يقول: ذات الطول وذات العرض. [شرح المفصل/ ١/ ٦٨، والانصاف/ ٥٠١].
والسنيق: بضم السين وتشديد النون المفتوحة، قيل: الأكمة المرتفعة، وقيل: البيت المجصص. سناء: ارتفاعا. شبه الثور الوحشي، بأكمة أو بيت في علوّه وضخامة جسمه. وسنّم: بفتح السين، والنون المشددة، زعموا أنها البقرة الوحشية. وذعرت: أي أخفت فصدتهما. والمدلاح يروى بالحاء المهملة: زعموا أنه الفرس يختال بفارسه، ولا يتعبه، أو فرس كثير السير، أو الكثير العرق، ويروى «بمدلاج» بالجيم، من دلج، إذ مشى، وليس من أدلج، ويروى «بمزلاج» بالزاي والجيم، من الزلج، وهو السرعة في المشي. والهجير: من زوال الشمس إلى العصر، وشدة الحرّ،
وإذا كان الفرس في ذلك الوقت يلعب ويسرع بفارسه من نشاطه، فما ظنك به في غير ذلك الوقت؟ ونهوض:
صيغة مبالغة بمعنى كثير النّهوض، بضم النون، وهو الحركة، يريد أنه كان يركب هذا الفرس، واستطاع أن يصيد ثورا وبقرة. والشاهد:«وسن .. وسنما»، فالواو: واو ربّ، وسنّ: مجرور ومحلّ مجرور «ربّ» هنا، النصب ب «ذعرت»، وعطف «وسنما» على محل مجرور «ربّ»، والمعنى: ذعرت بهذا الفرس ثورا وبقرة.
ومجرور ربّ فيه الحالات التالية:
١ - مبتدأ: إذا كان الفعل بعدها لازما، مثل:«ربّ رجل عالم قام»، وفي مثل ربّ رجل صالح عندي.