للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمبرّد زيادتها في هذا البيت، لأنها تزاد عادة مفردة و «كانوا» اتصل بها اسمها. ورأوا أن خبرها مقدم عليها وهو «لنا» ويكون الفصل بين الصفة والموصوف بالجملة. والمذهب الأول مذهب سيبويه. [سيبويه/ ١/ ١٩٢، والأشموني/ ١/ ٢٤٠، وشرح أبيات المغني/ ٥/ ١٦٨ والخزانة/ ٩/ ٢١٧].

٩٩ - أكثرت في العذل ملحّا دائما ... لا تكثرن إنّي عسيت صائما

غير منسوب. والعذل: الملامة .. وألحّ: أي: أكثر. والمعنى: أيها العاذل الملحّ في عذله، إنه لا يمكن مقابلة كلامك بما يناسبه من السبّ فإنني صائم. وهو مقتبس من الحديث، فليقل إني صائم.

وفي البيت مسألتان:

١ - الأولى كونه مجهول القائل، ويستدل به على قاعدة نحوية.

٢ - والثانية: موطن الاستشهاد.

أما كونه مجهول: فقد قال البغدادي في «شرح أبيات المغنى» ج ٣/ ٣٤١.

الشاهد الذي جهل قائله إن أنشده ثقة كسيبويه وابن السّراج والمبرد، ونحوهم، فهو مقبول يعتمد عليه ولا يضر جهل قائله، فإن الثقة لو لم يعلم أنه من شعر من يصح الاستدلال به، ما أنشده.

أما موطن الاستشهاد، فهو عسيت صائما: حيث أجرى «عسى» مجرى «كان» فرفع بها الاسم ونصب الخبر وجاء بخبرها اسما «مفردا» والأصل أن يكون خبرها جملة فعلية فعلها مضارع.

وقال البغدادي: إنّ «عسى» هنا، فعل تام خبري، لا فعل ناقص إنشائي ويدلك على أنه خبري وقوعه خبرا ل (إنّ) ولا يجوز بالاتفاق «إنّ زيدا هل قائم».

وعلى هذا فالمعنى في البيت.

«إني رجوت أن أكون صائما» فصائما: خبر ل كان المحذوفة، وأن والفعل مفعول - لعسى، وسيبويه - يجيز حذف (أن والفعل) إذا قويت الدلالة على المحذوف [الخصائص/

<<  <  ج: ص:  >  >>