للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجعلون الجملة بعد (لئن) جوابا للقسم المقدر، لسبقه، لا للشرط، لأن الشرط متأخر عن اللام الموطئة للقسم. ورواية «فبما» للكوفيين، الذين يجعلون الجملة بعد (لئن) جوابا للشرط دون القسم. وهذا الخلاف يجعل القارئ يقضي من العجب لأنّ الشاعر قال واحدة فقط، وتكون الرواية الثانية محرّفة لتوافق المذهب وهذا يجعلنا لا نثق في قواعدهم التي قعّدوها. ثم إنّ البيت يروى هكذا أيضا:

إن تكن لا تطيق رجع جواب ... فبما قد ... الخ

وعلى هذا فليس في البيت قسم.

والبيت شاهد على أنّ «ما» في قوله «لبما» كفّت الباء عن العمل. وأنّ ما الكافّة تحدث في الباء معنى «ربّما» وعلى هذا فإنّ «ما» ليست مصدرية. وقيل إنّ «ما» مصدرية، والباء جارّة، والتقدير: لانتفاء إحارتك جوابا برؤيتك وأنت خطيب .. وهو تأويل بعيد. [شرح أبيات مغني اللبيب ج ٥/ ٢٥٨، والهمع/ ٢/ ٣٨، والعيني/ ٣/ ٣٤٧].

٢٢٣ - إذا لم يكن إلا الأسنّة مركب ... فلا رأي للمحمول إلا ركوبها

هذا البيت للكميت بن زيد، وهذه رواية ابن هشام. وفي «جمهرة أشعار العرب»:

وإن لم يكن إلا الأسنّة مركب ... فلا رأي للمحمول إلا ركوبها

وفي «الشعر والشعراء»: «فلا رأي للمضطر». والبيت من قصيدة عدد أبياتها ثمانية وثمانون بيتا، ومطلعها:

ألا لا أرى الأيام يقضي عجيبها ... بطول ولا الأحداث تفنى خطوبها

والبيت لم يذكروه لشاهد نحوي، وإنما تمثلوا به عند بيان اضطرار العرب إلى الحذف في كلامهم.

٢٢٤ - يا ليت أمّ العمرو كانت صاحبي ... مكان من أمسى على الركائب

.. أنشده ابن الأعرابي، والشاهد: إدخال الألف واللام على «عمرو» لتأوله بواحد من الأمة المسماة به، فجرى مجرى فرس ورجل. [الإنصاف/ ٣١٦، وشرح المفصل/ ١/ ٤٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>