[٥٦ - إن المرء ميتا بانقضاء حياته ... ولكن بأن يبغى عليه فيخذلا]
والمعنى ليس المرء ميتا بانقضاء حياته، وإنما يموت إذا بغى عليه باغ، فلم يجد عونا له، يريد أن الموت الحقيقي، ليس شيئا بالقياس إلى الموت الأدبي.
والشاهد:«إن المرء ميتا»، حيث أعمل «إن» النافية عمل ليس. [الهمع/ ١/ ١٢٥، والأشموني/ ١/ ٢٥٥].
٥٧ - فلا تلحني فيها فإنّ بحبّها ... أخاك مصاب القلب جمّ بلابله
من شواهد سيبويه التي لم ينسبها، و «تلحني»: - من باب فتح - لحى، يلحى، لا تلمني ولا تعذلني. وجمّ: كثير، وبلابله: وساوسه، وهو جمع بلبال، وهو الحزن واشتغال البال. والمعنى: لا تلمني في حبّ هذه المرأة، فقد أصيب قلبي بها، واستولى عليه حبها، فالعذل لا يصرفني عنها.
والشاهد: تقديم معمول خبر «إن»، وهو قوله:«بحبها»، على اسمها «أخاك»، وخبرها «مصاب القلب» وأصل الكلام: إن أخاك: مصاب القلب بحبها، فقدم الجار والمجرور على الاسم، وفصل به بين «إنّ» واسمها، مع بقاء
الاسم مقدما على الخبر، وهذا جائز عند سيبويه. [سيبويه/ ١/ ٢٨٠، والهمع/ ١/ ١٣٥، والأشموني/ ١/ ٢٧٢، وشرح أبيات المغني/ ٨/ ١٠٥].
[٥٨ - ألا اصطبار لليلى أم لها جلد ... إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي]
منسوب إلى قيس بن الملوح، مجنون ليلى. والمعنى: ليت شعري إذا أنا لاقيت ما لاقاه أمثالي من الموت، أيمتنع الصبر على ليلى، أم يبقى لها تجلدها وصبرها.
والشاهد:«ألا اصطبار»، حيث عامل «لا» النافية للجنس، بعد دخول همزة الاستفهام مثل ما كان يعاملها قبل دخولها، والهمزة للاستفهام، و «لا» للنفي، فيكون معنى الحرفين الاستفهام عن النفي. [الهمع/ ١/ ١٤٧، والأشموني/ ٢/ ١٥، وشرح أبيات المغني/ ١/ ٤٧].
٥٩ - علمتك الباذل المعروف فانبعثت ... إليك بي واجفات الشوق والأمل