ويصح إعراب «ندمان» مفعولا به لسقيت تقدم عليه، وهو الأرجح. وقد: الواو للحال - وقد: حرف تحقيق. تغورت النجوم: فعل ماض وفاعله والجملة حالية.
والشاهد: ندمان: حيث صرفه (نوّنه) مع أنه وصف في آخره ألف ونون زائدتان، وذلك بسبب أن مؤنث ندمان، ندمانه - بالتاء ومن شرط تأثير الوصفية ألا يكون الوصف مما مؤنثه بزيادة التاء عليه، فلو كان (ندمان) من الندم، امتنع من الصرف لأن مؤنثه (ندمى) مثل سكران، وسكرى. أما ندمان هنا: فهو الذي يرافقك على الشراب ويقال فيه «نديم» أيضا. [الشذور/ ٤٥٣، والحماسة/ ١٢٧٢، وشرح أبيات المغني/ ٢/ ٢٣٤].
٩٥ - بأبه اقتدى عديّ في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم
ينسب لرؤبة بن العجّاج، من أبيات يقال إنه مدح فيها عديّ بن حاتم الطائي ولا أظن أن رؤبة رأى عدي بن حاتم، حيث توفي عدي سنة ٦٨ هـ. وتوفي رؤبة سنة ١٤٥ هـ.
وبين وفاة حاتم، ووفاة رؤبة سبعة وسبعون عاما، ولعله عديّ آخر من سلالة حاتم أو أنه ضربه مثلا للوراثة المحمودة.
وقوله: فما ظلم: يريد أنه لم يظلم أمه لأنه جاء على مثال أبيه الذي ينسب إليه، وذلك لأنه لو جاء مخالفا لما عليه أبوه لنسبه الناس إلى غيره فكان في ذلك ظلم لأمه واتهام لها.
والشاهد: بأبه ... ويشابه أبه: حيث جرّ الأول بالكسرة الظاهرة ونصب الثاني بالفتحة الظاهرة وهذا يدل على أن قوما من العرب يعربون هذا الاسم بالحركات الظاهرة، ولا يجلبون لها حروف العلة لتكون علامة إعراب.
[٩٦ - غير لاه عداك فاطرح اللهو ... ولا تغترر بعارض سلم]
غير منسوب ... لاه: اسم فاعل من اللهو. اطرح: اترك. سلم. بفتح السين أو كسرها. أي: صلح وموادعة، وأضاف عارض إليه من إضافة الصفة للموصوف.
والمعنى: إن أعداءك غير غافلين عنك - بل يتربصون بك الدوائر فلا تركن إلى الغفلة ولا تغتر بما يبدو لك منهم من المهادنة وترك القتال فإنهم يأخذون في الأهبة والاستعداد.