[١٧٩ - فما قومي بثعلبة بن سعد ... ولا بفزارة الشعرى رقابا]
هذا البيت من شواهد سيبويه، وهو للشاعر الحارث بن ظالم، والشعرى، مؤنث الأشعر وهو الكثير شعر القفا ومقدم الرأس، فهذا عندهم مما يتشاءم به. يصف ما كان من انتقاله عن ذبيان إلى ثعلبة، وفزارة ...
والشاهد فيه نصب «الرقابا» بالشّعرى، على حدّ قولهم «الحسن وجها» وفي البيت رواية أخرى، «الشعر الرقابا»، وهو شاهد على إعمال الصفة المقرونة بأل، في اسم منصوب مقرون بها. [سيبويه/ ١/ ١٠٣، والإنصاف/ ١٣٣، وشرح المفصل/ ٦/ ٨٩، والخزانة/ ٧/ ٤٩٢].
١٨٠ - رأيت الصّدع من كعب وكانوا ... من الشنآن قد صاروا كعابا
الصدع: التفرق. والشنآن: البغض. وصاروا كعابا: أي: فرقا مختلفة الأهواء، كل فرقة تزعم أنها كعب القبيلة. والبيت شاهد على جمع العلم المذكر على جمع تكسير.
فكعاب جمع كعب .. يقول سيبويه: أنت بالخيار في أسماء الرجال، إن شئت جمعتها بالواو والنون في الرفع، والياء والنون في النصب والجر، أو كسرتها: فتقول: زيد، وزيدون، وأزياد، وزيود. وعمرو: عمرون .. وعمور والأعمر. [سيبويه/ ٢/ ٩٧، والمفضليات/ ٣٥٨، والبيت ملفق من بيتين، من المفضلية رقم (١٠٥)، لمعاوية بن مالك ابن جعفر، الملقب (معوّد الحكماء)].
١٨١ - ليت هذا الليل شهر ... لا نرى فيه عريبا
ليس إيّاي وإيّا ... ك ولا نخشى رقيبا
البيتان لعمر بن أبي ربيعة. وقوله: عريبا، بالعين المهملة، أي: أحدا، فعيل بمعنى مفعل، أي: متكلما يخبر عنا ويعرب عن حالنا .. وهما عند سيبويه والشاهد في البيت الثاني: إتيانه بالضمير بعد ليس منفصلا، لوقوعه موقع خبرها وهذا هو المختار، ولو وصل