«ضربوا» ضرب، وفي «قالوا»، وقد قال، قال: وهي لغة هوازن وعليا قيس. [الإنصاف/ ٣٨٦، وشرح المغني/ ٧/ ١٨٧].
١٧٢ - قالت سلامة لم يكن لك عادة ... أن تترك الأعداء حتّى تعذرا
لو كان قتل يا سلام فراحة ... لكن فررت مخافة أن أوسرا
البيتان لعامر بن الطفيل، يقولهما في الاعتذار من فراره من المعركة، وقد مات على الجاهلية.
والشاهد: في البيت الثاني، على أنّ جواب «لو» هنا، قد جاء مقترنا بالفاء مع حذف المبتدأ، وتقديره: «فهو راحة». وذلك تشبيها لها بإن الشرطية، ويحتمل أن تكون «فراحة» معطوفة على فاعل كان، وجواب «لو» محذوف، تقديره،
لو كان قتل فراحة لثبتّ. [شرح أبيات المغني/ ٥/ ١١٥].
١٧٣ - ألف الصّفون فما يزال كأنّه ... ممّا يقوم على الثلاث كسيرا
البيت مجهول القائل، والصفون: مصدر صفن، إذا ثنى في وقوفه إحدى قوائمه. والكسير: الثاني إحدى قوائمه. والبيت شاهد على أن «كسيرا» خبر، فما يزال.
وقوله: «مما يقوم»، ما: مصدرية، فالمعنى: من قيامه، ومن: متعلقة بالخبر المحذوف لكأنّ، وتحقيق اللفظ والمعنى: ألف القيام على ثلاث، فما يزال كسيرا، أي: ثانيا إحدى قوائمه حتى كأنه مخلوق من القيام على ثلاث، وفي البيت أقوال أخرى، ما ذكرته أقواها. [شرح المغني/ ٥/ ٣٠١].
١٧٤ - لا تتركنّي فيهم شطيرا ... إنّي إذن أهلك أو أطيرا
لرؤبة بن العجاج، الشطير: البعيد والغريب، وتترك: قد يكون بمعنى التّخلية فينصب مفعولا واحدا، وشطيرا: حال، وقد يأتي بمعنى «صيّر» فينصب مفعولين، وشطيرا:
مفعوله الثاني، والبيت محل خلاف عند أهل النحو، لأنه مروي بإعمال «إذن» مع عدم تصدرها، حيث عطف «أطير» بالنصب على «أهلك»، وأجيب عن الإشكال، بأن خبر إنّ محذوف، أي: إني لا أقدر على ذلك، وجملة «إذن أهلك» مستأنفة وإذن فهي مصدرة ..
ونقل الفرّاء في «معاني القرآن» عن العرب أنه إذا جاءت «إنّ» قبل «إذن» يجوز نصب الفعل بعدها ويجوز رفعه، كما في البيت وقيل: إنّ: خبر «إني» إذن وما بعدها، فتكون