البيت لأبي ذؤيب الهذلي، وكان له أبناء خمسة فماتوا في الطاعون في عام واحد، فقال يرثيهم. هويّ: أصله «هواي»، فقلب الألف ياء ثم أدغم الياء في الياء، وهي لغة هذيل. والهوى: ما تهواه النفس. وأعنقوا: سارعوا. تخرموا: استأصلهم الموت. ولكل جنب مصرع: يريد لكل إنسان مكان يصرع فيه فيموت. وقوله: أعنقوا لهواهم: جعل الموت هوى لهم من باب المشاكلة.
[٢٢ - لا تجزعي إن منفسا أهلكته ... فإذا هلكت فعند ذلك فاجزعي]
هذا البيت من قصيدة للنمر بن تولب، يجيب امرأته وقد لامته على التبذير، يقول: لا تتألمي من إنفاقي المال؛ لأني ما دمت حيا فسوف لا ينالك مكروه، فإذا مت، فاجزعي على موتي؛ لأنك لن تجدي من بعدي من يكفيك مهمّات الحياة.
والشاهد:«إن منفسا»، حيث نصب الاسم الواقع بعد أداة الشرط على تقدير فعل يعمل فيه، يفسره الموجود بعده؛ لأن أدوات الشرط لا يليها إلا الفعل. ويروى البيت برفع «منفس»، ويعرب فاعلا لفعل الشرط المحذوف. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ٥٢، وسيبويه/ ١/ ٦٧، والأشموني/ ٢/ ٧٥، وشرح المفصل/ ٢/ ٣٨].
٢٣ - قد أصبحت أمّ الخيار تدّعي ... عليّ ذنبا كلّه لم أصنع
من أن رأت رأسي كرأس الأصلع ... يا ابنة عمّا لا تلومي واهجعي
هذا رجز لأبي النجم الفضل بن قدامة العجلي.
والشاهد: يا ابنة عما: ابنة: منادى، عمّا: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المنقلبة ألفا، حيث أثبت الألف المنقلبة عن ياء المتكلم، وهذه لغة قليلة؛ ذلك أنّ المنادى المضاف إلى المضاف إلى الياء، يجوز فيه إثبات الياء