[٤٦ - وذلك حين لات أوان حلم ... ولكن قبلها اجتنبوا أذاتي]
مجهول القائل. وهو شاهد على إضافة «حين» إلى «لات» لفظا. [الخزانة ج ٤/ ١٧٨].
٤٧ - من كان أسرع في تفرّق فالج ... فلبونه جربت معا وأغدّت
إلا كناشرة الذي ضيعتم ... كالغصن في غلوائه المتنبّت
البيتان في كتاب سيبويه لعنز بن دجاجة. وفي الخزانة ج ٦/ ٣٦٢، للشاعر كابية بن حرقوص بن مازن، والله أعلم. والبيتان يتصلان بقصة حرب جاهلية كان أحد طرفيها عمرو بن معد يكرب، والطرف الثاني بنو مازن. وكان بنو مازن قتلوا أخا عمرو، فأكب عليهم قتلا، وتفرقت بطونهم، مازن وفالج، وناشرة، فقال القائل في ذلك. وقوله: وأغدّت:
أصابتها الغدّة، وهي من أدواء الإبل. وقوله: المتنبّت: المتأصل. وقوله: «إلا كناشرة» قال النحاس في (شرح أبيات سيبويه): هذا حجة أنه جعل «إلا» في معنى الواو كأنه قال:
وكناشرة، وفي «اللسان - نبت»: وقوله: إلا كناشرة أراد إلا ناشرة فزاد الكاف. ورواية الخزانة ج ٦/ ٣٦٢، هلّا كناشرة، وهو المعنى المناسب، فكأنه قال: هلّا أعطيتموني مثالا لناشرة، يريد: لا يوجد مثلها. وقوله: (كناشرة الذي .. ، وصف ناشرة بالذي، كأنه يريد اسم الجدّ، ولو أراد القبيلة لقال: كناشرة التي. [سيبويه ج ١/ ٣٦٨، واللسان (نبت)].
٤٨ - ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها ... وكفيت جانيها اللّتيّا والّتي
البيت للشاعر سلميّ بن ربيعة. من أبيات في حماسة أبي تمام. وفي «الأصمعيات» لعلباء ابن أرقم، وفي الحيوان: لعمرو بن قميئة. وقوله: رأبت: أي: أصلحت، والثأى:
الفساد، وقوله: جانيها، من جنى يجني: إن فتحت الياء كان واحدا وإن أدى معنى الجمع، وإن سكّنت الياء جاز أن يكون جمعا سالما وأن يكون واحدا قد حذفت فتحته.
وفي رواية (جانبها) بالباء. وقوله «اللتيا» تصغير التي فجعلهما اسمين للكبيرة من الدواهي والصغيرة، ولهذا استغنيا عن الصلة، وانتقلا عن كونهما وصليّتين، ويذهب بعضهم إلى أن صلتيهما محذوفتان لدلالة الحال عليهما. يقول لقد سعيت في إصلاح ذات البين من العشيرة ولمّ شعثها، وكفيت من جنى منها الجناية الصغيرة والكبيرة
بالمال والنفس والجاه والعزّ. [الحماسة/ ٥٥١].