للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنصب، قوله أو حذارا. [سيبويه/ ١/ ٣٥، والإنصاف/ ١٨٧].

٣٤٦ - أنعت عيرا من حمير خنزره ... في كلّ عير مائتان كمره

لاقين أمّ زاحر بالمزربه ... وكمنها مقبلة ومدبره

رجز ينسب إلى الأعور بن براء الكلبي يهجو أمّ زاحر، والعير: بالكسر، قافلة الحمير، وكثرت حتى سميت بها كل قافلة، فكل قافلة: عير كأنها جمع عير، وقوله تعالى: وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ [يوسف: ٩٤] قالوا: كانت حميرا، والكمرة: رأس الذكر، والشاعر يهجو أم زاحر، بأن تلك الحمر وثبن عليها، وهنّ مائتان في العدّ، وقوله:

وكمنها، أي: وطئنها.

والشاهد: إثبات النون في «مائتين» ونصب ما بعدها للضرورة، والأصل حذف النون، وإضافته إلى ما بعده. [سيبويه/ ١/ ١٠٦، وشرح المفصل/ ٦/ ٢٤، ومعجم البلدان «خنزرة» واللسان «خنزر»].

[٣٤٧ - إذا رأتني سقطت أبصارها ... دأب بكار شايحت بكارها]

رجز من شواهد سيبويه، وسقطت أبصارها: خشعت هيبة لي ولعله يعني قوما من الناس، والدأب: العادة، والبكار: جمع البكر، والبكرة من الإبل، وهو الفتيّ، بمنزلة الغلام من الناس. مثل فرخ، وفراخ. وشايحت: جدّت ومضت، أو حاذرت. وقد أضاف «بكارها» إلى ضمير بكار الأولى وذلك على سبيل التوكيد لاختلاف معنى اللفظين، لأن البكار الأولى جمع بكرة بمعنى الإناث والثانية جمع بكر بمعنى الذكور.

والشاهد: قوله: دأب بكار: نصبه على المصدر المشبّه به، وعامله معنى قوله «إذا رأتني سقطت أبصارها» لأنه دال على دؤوبها في ذلك، وينصب المصدر على المصدر أو الحال. [سيبويه/ ١/ ١٧٩].

٣٤٨ - إنّ نزارا أصبحت نزارا ... دعوة أبرار دعوا أبرارا

نسبه سيبويه إلى رؤبة بن العجاج، والمعنى: أن ربيعة ومضر ابني نزار كانت بينهما حرب بالبصرة وتقاطع، وكان المضري ينتهي في الحرب إلى مضر ويجعلها شعاره، والرّبعي ينتمي إلى ربيعة، فلما اصطلحوا انتموا كلهم إلى أبيهم نزار، وجعلوه شعارهم.

فجعل دعوتهم برّة بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>