للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٩ - إمّا ترينا حفاة لا نعال لنا ... إنّا كذلك ما نحفى وننتعل

قاله الأعشى ميمون، من معلقته ودّع هريرة، وقبله:

قالت هريرة لما جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل

والبيت الثاني: أخنث بيت قالته العرب وزائرها: حال من التاء. وإنما قالت له كذا؛ لسوء حاله. وقولها: ويلي عليك، أي: لفقرك. وقولها: وويلي منك، أي: لعدم استفادتي منك شيئا. ثم أخذ في تبيين سبب سوء حاله بأنه أفنى ماله في لذاته، فأجابها بقوله: إمّا ترينا حفاة ... الخ، فيكون بتقدير القول، أي: فقلت لها.

والشاهد: أنّ «ما» زيدت في موضعين من البيت: الأول: في «إمّا»، أصله: «إن ما»، والثاني: «ما» في: «ما نحفى»، ويروى: «إنا كذلك قد نحفى»، فتكون زائدة في موضع واحد، وقوله: إمّا: اللام الموطئة مقدرة قبل «إن» وجملة «إنا كذلك»: جواب القسم المقدر، وهو دليل جواب الشرط. والذي دلنا على أن هذه الجملة جواب القسم عدم اقترانها ب «الفاء»؛ لتكون جوابا للشرط، وقيل: «إنّا كذلك»، جواب الشرط، وحذفت «الفاء». وجملة «لا يغال لنا»: صفة «حفاة»، والمعنى: إن ترينا نستغني مرة ونفتقر أخرى، فكذلك سبيلنا. [شرح أبيات المغني/ ٥/ ٢٨٢].

١٩٠ - إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا ... أو تنزلون فإنّا معشر نزل

قاله الأعشى، من قصيدته «ودع هريرة». وقوله: نزل: جمع نازل، ونزولهم عن الخيل يكون لضيق المعركة، ينزلون فيقاتلون على أقدامهم، وفي ذلك الوقت يتداعون: نزال.

والبيت ذكره ابن هشام، تحت عنوان: كثيرا ما يغتفر في الثواني ما لا يغتفر في الأوائل. حيث رفع «تنزلون» مع أن الفعل معطوف على «تركبوا» المجزوم. وقال سيبويه: ذلك من العطف على التوهم، فكأنه قال: أتركبون فذلك عادتنا، أو تنزلون فنحن معروفون بذلك. وقال يونس: أراد أو أنتم تنزلون، فعطف الجملة الاسمية على جملة الشرط. [سيبويه/ ١/ ٤٢٩، وشرح المغني/ ٨/ ١٠٣].

١٩١ - فاذهب فأيّ فتى في الناس أحرزه ... من حتفه ظلم دعج ولا جبل

قاله: المتنخّل، مالك بن عويمر، شاعر جاهلي، من قصيدة رثى بها ابنه أثيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>