هذا البيت للشاعر ربيعة بن مقروم .. عاش في الجاهلية، وأسلم، وشهد القادسية، والبيت من قصيدة في المفضليات مطلعها:
تذكرت والذكرى تهيجك زينبا ... وأصبح باقي وصلها قد تقضّبا
والسّيد: الذئب. نهد: عال، صفة لفرس المحذوف، إذ التقدير: رددت خيل عدوّي بفرس مثل السّيد نهد. مقلّص: طويل القوائم. كميش: سريع. عطفاه: جانباه .. وقد أورد ابن هشام في المغني البيت على أنّ ابن مالك استدل به على جواز تقدم التمييز على عامله المتصرف، كالحال. فإنّ:«ماء» تمييز، وعامله «تحلّب» ... ويرى ابن هشام أن «عطفاه» مرفوع بمحذوف يفسره المذكور، والناصب للتمييز هو المحذوف. [شرح أبيات المغني ج ٧/ ٢٢، والأشموني ج ٢/ ٢٠٢].
والحيا: الخصب والمطر .. شبه محبوبته في شدة رغبته في مجيئها إليه، بقطر قد اشتدت حاجة راعي الماشية إليه لتوالي أعوام المحل عليه، فلما سمع صوت قطرات المطر أمال أذنه ليسمعه ويتحقق نزوله راجيا أن يكون خصبا مريعا أو غيثا سريعا وقائلا من شدة فرحه: يا ربّ حقق رجائي. والمعنى: أنّ حديث هذه المحبوبة كالقطر إذ به حياة النفوس كما أنّ بذاك حياة البقاع ..
جملة يسمعه: صفة، لقطر، لأن اللام فيه للجنس، والهاء ضميره، وفيه مضاف محذوف. أي: يسمع صوت نزوله. وجملة: تتابعت: صفة للسنين أيضا، واللام فيها للجنس. وجدبا: تمييز محوّل عن الفاعل، والأصل: تتابع جدب السنين عليه. قوله:
فأصاخ: الفاء لمحض السببية، وجملة يرجو: حال من ضمير أصاخ .. واسم يكون:
ضمير مستتر. خبرها: حيا. ويجوز أن تكون «يكون» تامة، فاعلها «حيا». أي: يحصل الخصب والمطر.
والشاهد في البيت الثاني:«هيا ربّا»: هيا: حرف لنداء القريب والبعيد وأصلها «أيا» أبدلت همزتها هاء. ربّا: منادى مضاف إلى ياء المتكلم المنقلبة ألفا. [شرح أبيات المغني