لأن حكم التمييز أن يكون واحدا يؤدي عن الجميع. [سيبويه/ ١/ ٣٥٢، وشرح المفصل/ ٢/ ١٠٣].
[٤٥ - ألا ليت شعري هل يرى الناس ما أرى ... من الأمر أو يبدو لهم ما بدا ليا]
قاله زهير بن أبي سلمى: وبعده:
بدا لي أنّ الناس تفنى نفوسهم ... وأموالهم ولا أرى الدهر فانيا
قال الشنتمري: وكذب، لا بدّ من فناء الدهر.
والشاهد: دخول «أو» العاطفة بعد الاستفهام على حدّ قولك: هل تقوم أو تقعد. ولو جاء بأم وجعلها استفهاما منقطعا لجاز كما تقول: هل تجلس أم تسير. بمعنى. بل هل تسير، استفهاما منقطعا بعد استفهام. [سيبويه/ ١/ ٤٨٦].
٤٦ - فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكنّ عبد الله مولى مواليا
قاله الفرزدق: يقوله لعبد الله بن أبي إسحاق النحوي، وكان يلحّن الفرزدق فهجاه بذلك، وكان عبد الله مولى آل الحضرمي، وآل الحضرمي كانوا حلفاء لبني عبد شمس بالولاء، يقول: لو كان ذليلا (مولى) لهجوته، ولكنه أذلّ من الذليل، لأنه مولى الموالي.
والشاهد: مولى مواليا: فالاسم المنقوص المستحق المنع من الصرف، كجوار، وغواش تحذف ياؤه رفعا وجرّا، وينوّن، نحو جاءت جوار ومررت بجوار وهؤلاء موال.
ويكون الجرّ بفتحة مقدرة على الياء المحذوفة، والرفع بضمة مقدرة عليها كذلك أما في حالة النصب فتثبت الياء مفتوحة.
وأما في بيت الفرزدق فقد أثبت الياء في حالة الجرّ. وكان حقه أن يقول: ولكن عبد الله مولى موال، بحذف يائها وتنوينها تنوين العوض. [سيبويه/ ٢/ ٥٨، واللسان «ولي» وشرح التصريح/ ٢/ ٢٢٩].
[٤٧ - ونحن اقتسمنا المال نصفين بيننا ... فقلت لهم: هذا لها هاوذاليا]
البيت قاله لبيد بن ربيعة.
والشاهد: الفصل بين «ها» و «ذا» بالواو والتقدير «وهذا لي» كما قالوا: هأنذا،