للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٢ - مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا ... كجلمود صخر حطّه السيل من عل

من معلقة امريء القيس يصف فرسه.

وقوله: مكرّ، مفرّ، مقبل، مدبر، صفات أربعة للفرس، وهي مجرورة تبعا للمنعوت، وهو منجرد في البيت السابق.

وقد اغتدي والطير في وكناتها ... بمنجرد قيد الأوابد هيكل

كجلمود: الجار والمجرور خبر لمبتدأ محذوف، أي: هو كجلمود، والجملة: صفة أخرى لمنجرد.

والشاهد: «من عل»، فإن كلمة «عل» وردت مجرورة بدليل القوافي، فدلّ على أنها مجرورة؛ لأنه لا يقصد علوا خاصا، وإنما يقصد أيّ علوّ.

٣٣ - لا تضيقنّ بالأمور فقد تكشف ... غمّاؤها بغير احتيال

ربّما تكره النفوس من الأمر ... له فرّجة كحلّ العقال

ينسب البيتان لأمية بن أبي الصلت، وإلى غيره.

والشاهد: «ربما تكره»، رب: حرف جرّ شبيه بالزائد. و «ما»: نكرة بمعنى شيء مبتدأ. وجملة «تكره»: صفة. وجملة «له فرجة» خبر المبتدأ. فاستخدم «ما»، نكرة موصوفة بدليل دخول «ربّ» عليها؛ لأن «ربّ» لا يكون مجرورها إلا نكرة، وليست «ما» كافّة، وإنما هي اسم، بدليل عود الضمير عليها في قوله: «له»، كما أنه يعود عليها ضمير منصوب ب «تكره»، والضمير لا يعود إلا على الاسم. فالمعنى إذن: ربّ الذي تكره النفوس. وحقها أن تكتب: (ربّ ما تكره؛ لئلا يحصل التباس). [شرح المفصل/ ٤/ ٣، وشرح شذور الذهب/ ١٣٢].

٣٤ - نحن بني ضبّة أصحاب الجمل ... ننعى ابن عفّان بأطراف الأسل

منسوب إلى الأعرج المعني، وإلى الحارث الضبّي.

والجمل: أراد جمل عائشة يوم معركة الجمل. والأسل: الرماح.

والشاهد: «بني ضبة»، حيث نصبه على الاختصاص بفعل محذوف. ونحن: مبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>