وهي الناقة المسنة. والحبطات: بفتح الحاء وكسر الباء، هم بنو الحارث بن عمر بن تميم وكان أبوهم الحارث في سفر فأكل أكلا انتفخ منه بطنه فمات، فصار بنو تميم يعيّرون بالطعام حتى قال الشاعر في هجائهم:
إذا ما مات ميت من تميم ... فسرّك أن يعيش فجئ بزاد
والبيت الشاهد معه بيتان مرفوعا القافية، فيكون فيه إقواء، والبيتان هما:
وأعلم أنني وأبا حميد. ... كما النّشوان والرجل الحليم
أريد حباءه ويريد قتلي ... وأعلم أنه الرجل اللئيم
والشاهد: كما الحبطات: حيث زيدت «ما» بعد الكاف، فمنعتها من جرّ ما بعدها ووقع بعدها جمله من مبتدأ وخبر: الحبطات: مبتدأ - شرّ: خبر. [الخزانة/ ١٠/ ٢٠٨].
لزياد الأعجم ... والنشوان: السكران: وأراد به لازمه وهو الذي يعيب كثيرا. ويقول ما لا يحتمل. بدليل ذكر الحليم في مقابلته.
والشاهد فيه «كما النشوان، على أنّ «ما» هنا، كفّت الكاف عن عمل الجرّ.
أقول: قد تعدّ الكاف هنا عاملة مع وجود (ما) وتكون النشوان - مجرورة، ويعطف عليها بالجر، ويكون الإقواء في البيت المرفوع القافية ... بل إن ما زعموه إقواء هو، من تحريف الرواة، وما أظن الشاعر يقوي في ثلاثة أبيات، فالإقواء أكثر ما يكون مبنيا على الوهم من الشاعر، لبعد المسافة بين القوافي. وربما كانت رواية البيت في الشطر الثاني «لكالنشوان والرجل الحليم» وعليه فلا شاهد في البيت وإذا صحت الأبيات الثلاثة التي منها هذا البيت، يكون الإقواء في القافية المرفوعة. ومن العجيب أن الأبيات الثلاثة التي منها هذا الشاهد جاءت على وزن وقافية الأبيات التي ذكرنا في سياقها البيت:
وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كسرت كعوبها أو تستقيما
وهي للشاعر نفسه، وفي هجاء بني تميم أيضا، وفي تلك الأبيات كان إقواء بين الرفع والجرّ. فهل كان زياد الأعجم ضعيف الذاكرة، قليل الذوق الأدبي. أم أن هذا من خلط