والشاهد: «كالليث»، على أنه يتعيّن أن تكون الكاف حرفا لوقوعها صلة للموصول؛ لأنّه لا يستقيم القول: فهو الذي مثل الليث. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ١٣٨].
٧٢ - يا ليت أيام الصّبا رواجعا ..
بيت من الرجز، زعم عبد السّلام هارون أنه للعجاج، وهو شاهد على أنّ ليت قد تنصب الاسم والخبر. [سيبويه/ ١/ ٢٨٤، وشرح المفصل/ ١/ ١٠٣، وشرح أبيات المغني/ ٥/ ١٦٤].
[٧٣ - كنت ويحيى كيدي واحد ... نرمي جميعا ونرامى معا]
قاله مطيع بن إياس الليثي في يحيى بن زياد الحارثي، وكان صديقه، وكانا يرميان معا بالخروج عن الملة، لعنهما الله. وقوله: كيدي واحد، أي: كيدي رجل واحد. ونرمى:
مبني للمعلوم. ونرامى: بالبناء للمفعول.
والشاهد: أن «معا» و «جميعا» بمعنى واحد، وهو اتحاد الفعل في وقت واحد.
تقول: خرجنا معا، أي: في وقت واحد، وكنا معا، أي: في مكان واحد. منصوب على الظرفية، وقيل: على الحال، أي: مجتمعين. والفرق بين فعلنا جميعا وفعلنا معا؛ أنّ معا: تفيد الاجتماع حالة الفعل، وجميعا: بمعنى «كلنا» يجوز فيه الاجتماع والافتراق، وهو الأولى بالقبول مما ذكر في الشاهد. [شرح أبيات المغني/ ٦/ ١١].
٧٤ - إذا باهليّ تحته حنظليّة ... له ولد منها فذاك المذرّع
البيت للفرزدق. والباهلي: منسوب إلى باهلة. وهي وضيعة عند العرب، وكان هذا في الجاهلية، ولكن ظهر منها في الإسلام رجال، منهم قتيبة بن مسلم الباهلي، تولى الإمارة في زمن عبد الملك، وفتح الفتوحات العظيمة، ولم يكن يعاب إلا بأنه باهلي، وكان أصحابه يمازحونه بذلك ويحتمل، ومنها: الأصمعي صاحب الرواية في الشعر واللغة.
وحنظلية: منسوبة إلى حنظلة، وهي أكرم قبيلة في تميم، ومنها الفرزدق. والمذرّع:
الذي أمه أشرف من أبيه تشبيها بالبغل؛ لأنّ في ذراعيه رقمتين كرقمتي ذراع الحمار، نزع بها إلى الحمار في الشبه، وأمّ البغل أكرم من أبيه.
والشاهد: أنّ التقدير: إذا كان باهليّ، وكان تامة، وقيل: حنظلية فاعل ب: استقرّ