[١٥٠ - فبيناه يشري رحله قال قائل ... لمن جمل رخو الملاط ذلول]
انظر البيت في حرف الباء (نجيب)، فقد ذكره النحويون في حرف الباء.
١٥١ - قلّما عرّس حتى هجته ... بالتباشير من الصّبح الأول
هذا البيت من شعر لبيد بن ربيعة. وهو شاهد على أنّ «قلّما» قد تجيء بمعنى إثبات الشيء القليل، كما في هذا البيت. والكثير أن تكون للنفي الصرف. [الخزانة/ ٣/ ٣٦٣].
١٥٢ - تزال حبال مبرمات أعدّها ... لها ما مشى يوما على خفّه جمل
منسوب لامرأة سالم بن قحفان في قصة كرم، وقصة المثل: «عليّ الجمال وعليك الحبال». وهو شاهد على أن «تزال» جواب قسم، وحذف منه حرف النفي، أي: «لا تزال»، والقسم في بيت قبله، وهو:
حلفت يمينا يا ابن قحفان بالذي ... تكفّل بالأرزاق في السهل والجبل
تزال ...
فأعط ولا تبخل إذا جاء سائل ... فعندي لها عقل وقد زاحت العلل
فجملة «تزال» بتقدير «لا»: جواب القسم. ومبرمات: محكمات. وضمير «لها»:
للإبل، في شعر قاله سالم بن قحفان قبل هذا. و «ما»: مصدرية ظرفية. وعقل: جمع عقال، وهو ما يربط به ركبة البعير. وزاحت: زالت.
وقصة هذه الأبيات، أن سالم بن قحفان جاء إليه أخو امرأته زائرا، فأعطاه بعيرا من إبله، وقال لامرأته: هاتي حبلا يقرن به ما أعطيناه إلى بعيره، ثم أعطاه ثانيا وثالثا، فقالت: ما بقي عندي حبل، فقال: «عليّ الجمال وعليك الحبل»، وأنشأ يقول:
لقد بكرت أم الوليد تلومني ... ولم أجترم جرما فقلت لها مهلا
فلا تعذليني بالعطاء ويسّري ... لكل بعير جاء طالبه حبلا
فلم أر مثل الإبل مالا لمقتن ... ولا مثل أيام الحقوق لها سبلا