٣٨١ - مشغوفة بك قد شغفت وإنّما ... حمّ الفراق فما إليك سبيل
البيت غير منسوب. والشاهد «مشغوفة»، حيث وقع حالا من المجرور، وهو «الكاف» في «بك»، وقد منع كثير من النحويين تقدم الحال على صاحبها المجرور، وأجازه ابن مالك، وذكر الأشموني البيت شاهدا لذلك. قال العيني: والتقدير: قد شغفت بك حال كوني مشغوفة، وهو توجيه بارد، وتركيب ركيك. [الأشموني ومعه العيني ج ٢/ ١٧٧].
٣٨٢ - مخلّفة لا يستطاع ارتقاؤها ... وليس إلى منها النزول سبيل
غير منسوب، وهو في [الأشموني ج ٢/ ٢٣٦، والخصائص ج ٢/ ٣٩٥].
وذكروه شاهدا للفصل بين حرف الجرّ ومجروره، ففصل بين (إلى) و (النزول) بحرف الجرّ والمجرور، «منها». قلت: وهذا شعر لم يقله شاعر، ولا تستقيم اللغة بالتقاط الشواهد لها من أفواه تجّار الكلام، وصنّاع التراكيب.
[٣٨٣ - وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها ... فليس إلى حسن الثناء سبيل]
البيت للشاعر عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي، شاعر إسلامي. وهو البيت الثاني من قطعة أوردها أبو تمام في الحماسة، ومضى البيت الأول (إذا المرء .. جميل)، يقول: إذا المرء لم يحمل ظلم نفسه عليها، ولم يصبرها على مكارهها، فليس له طريق إلى الثناء الحسن، وهو يشير إلى كظم الغيظ واستعمال الحلم، وترك الظلم والبغي مع ذويه. قال المرزوقي: ويبعد عن طريق المعنى أن يريد بقوله: «ضيمها»، ضيم غيرها لها، فأضاف المصدر إلى المفعول؛ لأن احتمال ضيم الغير لهم يأنفون منه، ويعدونه تذللا.
والشاهد في البيت «وإن هو». قال السيوطي: ويتعين انفصال الضمير في صور.
رابعها: أن يضمر عامله. وذكر شطر البيت. قلت: وهذا على رواية التبريزي، أما الرواية في المرزوقي:(إذا المرء لم يحمل على النفس ضيمها).
قال أبو أحمد: وينسب بعضهم قطعة البيت إلى السموأل بن عاديا اليهودي. وهذا لا يصحّ؛ لأن اليهود ليس من أعرافهم ما جاء في الأبيات. فهو في أول القطعة يدعو إلى الابتعاد عن اللؤم، واليهود يربون أبناءهم على اللؤم. وهو يزعم في بيت من القطعة أنهم لا يرون القتل سبّة، واليهود جبناء. وقالوا: إن السموأل يضرب به المثل في الوفاء.
واليهود لا يعرفون الوفاء، وإنما قامت حياتهم على الغدر؛ لأن الغدر من صفات