البيت لكعب بن زهير. وأنشد السيوطي شطره الأول في باب أفعل التفضيل، المصوغ من الفعل المبني للمجهول، وقال: وجوزه ابن مالك من فعل المفعول إذا أمن من اللبس، كأزهى من ديك، وأشغل من ذات النّحيين. [الهمع ج ٢/ ١٦٦].
٤٠٦ - نرجو فواضل ربّ سيبه حسن ... وكلّ خير لديه فهو مسؤول
البيت لعبدة بن الطبيب. وأنشده السيوطي شاهدا لجواز دخول «الفاء» على خبر المبتدأ، إذا كان المبتدأ مضافا إلى النكرة المذكورة، وهو مشعر بمجازاة (أي شرط).
[الهمع ج ١/ ١٠٩].
٤٠٧ - شجّت بذي شبم من ماء محنية ... صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
البيت لكعب بن زهير، من قصيدة (بانت سعاد). وقوله: شجت: أي: مزجت والضمير يعود للخمر. بذي شبم: بماء ذي برد. والمحنية: ما انحنى من الوادي فيه رمل وحصى صغار. وهو يشبه ريق صاحبته بخمرة هذه صفتها.
قلت: وكيف يزعم الرواة أن كعب بن زهير أنشدها رسول الله في المسجد؟ زعموا أن كعبا قالها قبل تحريم الخمر.
ولكن الخمر كانت مذمومة قبل أن يحرمها الله، فلم يكن من اللائق أن يمدحها شاعر في المسجد. وقالوا: إن كعبا أنشد رسول الله قصيدته بعد حنين، وحنين بعد الفتح، وقد حرّمت الخمر في الروايات المشهورة عام الفتح. إن حسان بن ثابت له قصائد إسلامية مبدوءة بالخمر (الهمزية) قالها قبل تحريم الخمر، ولكنهم لم يرووا أنه أنشدها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكانت قصائده دفاعا عن المسلمين، وهجاء للمشركين.
الحقّ: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لم يسمع مطلع قصيدة كعب الغزلية، وإن كان صح أن رسول الله سمع منه، إنما سمع أبياتا في الاعتذار فقط. والشاهد أن «أضحى» تامة.