منسوبان لعروة بن الورد، وليسا في ديوانه، ولا يشبهان شعره، وخير: بكسر الخاء:
الكرم. والشاهد: أنه ألحق علامة التثنية وهي الألف في «كانا» مع المتعاطفين، وهما نسب وخير، والمعنى: وإن
كان للفقير نسب وكرم فهو أحقر الناس وأهونهم لأجل فقره.
[شرح التصريح/ ١/ ٢٧٧، والعيني/ ٢/ ٤٦٣].
٣٩٩ - وأنت التي حبّبت كلّ قصيرة ... إليّ وإن لم تدر ذاك القصائر
البيت لكثير عزّة وقد مضى قبل قليل ملاصقه (عنيت .. البحاتر)، وقد أنشد ابن يعيش البيت شاهدا على معنى الاسم المقصور، وهو «الحبس» فإنما سمي المقصور مقصورا لأنه قصر، أي: حبس عن المدّ والإعراب، وأخذ من قوله تعالى: حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي الْخِيامِ [الرحمن: ٧٢]، ويقال: امرأة قصيرة وقصورة، إذا حبست في الحجال قبل أن تتزوج، قالوا: وربما أخذ من قصرته أي: نقصته، من قصر الصلاة من قوله تعالى: أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ [النساء: ١٠١]، أي تنقصوا من عدد ركعاتها وإن كانا يؤولان إلى معنى واحد، ألا ترى أنّ قصر الصلاة إنما هو حبسها عن التمام في الأفعال، وذلك أن الاسم المقصور كأنه حبس عما استحقه من الإعراب، أو نقص عن الممدود، الذي هو أزيد لفظا. [شرح المفصل ج ٦/ ٣٧].
٤٠٠ - إنّا وجدنا بني جلّان كلّهم ... كساعد الضبّ لا طول ولا قصر
البيت غير منسوب، ويروى أيضا بقافية الميم (لا طول ولا عظم)، وجلّان: علم لا ينصرف، قبيلة من عنزة، وهم رماة. وكلّهم: توكيد لبني جلان، وقوله: كساعد الضب، الساعد: ذراع اليد. والضبّ: ساعد جميع أفراده على مقدار معين خلقة، لا يزيد ساعد فرد من أفراده طولا على ساعد فرد آخر، وكذلك لا ينقص عن ساعد فرد آخر، بخلاف سائر الحيوانات فإن بين ساعد أفرادها تفاوتا في الطول والقصر بحسب الجثة، أراد أنّ بني جلان متساوون في فضيلة رشق السهام، لا يرتفع أحدهم عن الآخر فيها ولا ينحط عنه. والبيت شاهد على أنه يجوز ترك وصف النكرة المبدلة من المعرفة إذا استفيد من