للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والشاهد: «عن فل»، حيث استعمل «فل» في غير النداء وجرّه بالحرف، وذلك ضرورة؛ لأن من حقّ استعمال هذا اللفظ ألا يقع إلا منادى، إلا إذا ادعينا أنه مقتطع من «فلان»، بقرينة قوله قبل ذلك: «أمسك فلانا»، وربما رخّمه الشاعر في غير النداء ضرورة.

[سيبويه/ ١/ ٢٣٣، والمقتضب/ ٤/ ٢٣٨، والعيني/ ٤/ ٢٢٨، والهمع/ ١/ ١٧٧، والأشموني/ ٣/ ١٦١، واللسان «لجج، فلن»، والخزانة/ ٢/ ٣٩٠].

٨٩ - وضجيع قد تعلّلت به ... طيّب أردانه غير تفل

صعدة نابتة في حائر ... أينما الرّيح تميّلها تمل

لكعب بن جعيل. والصعدة: القناة تنبت مستوية، فلا تحتاج إلى تقويم، وامرأة صعدة: مستقيمة القامة. حائر: هو المكان الذي يكون وسطه مطمئنا منخفضا، وحروفه مرتفعة عالية، وإنما جعل الصعدة في هذا المكان؛ لأنه يكون أنعم لها. شبه امرأة بقناة مستوية لدنة، قد نبتت في مكان مطمئن، والريح تعبث بها وتميلها، وهي تميل مع الريح.

والشاهد: «أينما الريح تميلها تمل»، أينما: اسم شرط، والريح: فاعل لفعل الشرط المحذوف يفسره الموجود، وتمل: جواب الشرط. [سيبويه/ ١/ ٤٥٨، والإنصاف/ ٦١٨، وشرح المفصل/ ٩/ ١٠، والخزانة/ ٣/ ٤٧، والهمع/ ٢/ ٥٩، والأشموني/ ٤/ ١٠].

٩٠ - لئن منيت بنا عن غبّ معركة ... لا تلفنا عن دماء القوم تنتفل

للأعشى من معلقته (ودع هريرة)، والخطاب ليزيد بن مسهر الشيباني. عن غبّ، عن:

بمعنى بعد. وغبّ كذا، أي: عقبه. ننتفل: نتخلص، وننتفي.

والشاهد: «لا تلفنا»، حيث أوقعه جواب الشرط مع تقدم القسم عليه، وحذف جواب القسم، لدلالة جواب الشرط عليه؛ ولو أنه أوقعه جوابا للقسم، لجاء به مرفوعا، والأكثر الاستغناء بجواب القسم عن جواب الشرط عند تقدم القسم. [العيني/ ٣/ ٢٨٣، والأشموني/ ٤/ ٢٩، والخزانة/ ١١/ ٣٢٧].

٩١ - وكلّ أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفرّ منها الأنامل

قاله لبيد بن ربيعة يذكر الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>