ليس للبيت قائل معروف، وذكروه شاهدا على أنّ «غير» بنيت على الفتح، لإضافتها إلى مبني، وهو الضمير مع أنها فاعل، يأبى .. وقيل:«غير» هنا، وفي مواضع تشبهها، تعرب منصوبة على الاستثناء أو الحالية، ويكون الفاعل محذوفا والتقدير: يأبى، آب غيره، وهو التوجيه الأمثل، واختاره ابن مالك. [شرح أبيات المغني/ ٣/ ٣٩٨].
١٧٦ - أطلب ولا تضجر من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بتكراره ... في الصخرة الصّماء قد أثّرا
البيتان لم يسمّ قائلهما، وهما في «المغني» في مسألة اشتباه الجملة المعترضة بالحالية، وقال: إن الجملة الحالية لا
تقع إلا خبرية، ونفى أن تكون الواو في قوله «ولا تضجر» للحال، وأن «لا» ناهية، وإنما هي عاطفة، إما مصدرا يسبك من أن والفعل على مصدر متوهم من الأمر السابق، أي: ليكن منك طلب، وعدم ضجر، أو عطف جملة على جملة، وعلى الأول: ففتحة «تضجر» إعراب، و «لا» نافية، وعلى الثاني فالفتحة للتركيب، والأصل: ولا تضجرن، بنون توكيد خفيفة، وحذفت للضرورة، و «لا» ناهية، والأصح عنده أن الفتحة للإعراب كما في قولك «لا تأكل السمك وتشرب اللبن».
١٧٧ - ولا ألوم البيض ألّا تسخرا ... من شمط الشّيخ وألّا تذعرا
قاله العجاج، أو ابنه رؤبة، أو أبو النجم، والشاهد:«ألا»، فإنها مركبة من «أن» و «لا»، قالوا: إن «لا» هنا، حشو، ومعناه «أن تسخر» وأن تذعر. [الخصائص/ ٢/ ٢٨٢].
[١٧٨ - في بئر لا حور سرى وما شعر.]
هذا رجز للعجاج، والحور: الهلاك.
والشاهد: زيادة «لا» والتقدير في بئر حور، و «لا» حشو. [شرح المفصل/ ٨/ ١٣٦].