١٢ - فتى ما ابن الأغرّ إذا شتونا ... وحبّ الزاد في شهري قماح
قاله مالك بن خالد الهذلي، وقوله: فتى ما، معناه فتى أيّ فتى، فما، صفة لفتى، وقوله: إذا شتونا، لأن الشتاء عند العرب زمن القحط، لهذا يكون الكرم نادرا وقوله:
حبّ - بضم الحاء: فعل مدح مثل نعم، وشهرا قماح - بضم القاف وكسرها هما كانون الأول، وكانون الثاني، آخر شهر وأول شهر من السنة الشمسية، والشاهد:«فتى ما، ابن الأغرّ» تقدم فيها الخبر «فتى» على المبتدأ (ابن الأغرّ) ولا يصح جعل «فتى» مبتدأ، لأنه نكرة، وابن الأغرّ معرفة، وأصل الكلام «ابن الأغر فتى ما إذا شتونا». [الإنصاف/ ٦٦، واللسان «قمح»، وأشعار الهذليين/ ٣/ ٥].
١٣ - إنّ السّماحة والمروءة ضمّنا ... قبرا بمرو على الطريق الواضح
البيت من شعر زياد الأعجم، من قصيدة يرثي بها المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة، ومرو: أشهر مدن خراسان.
والشاهد فيه: قوله «ضمنا» فإنّ ضمّن: فعل ماض مسند إلى ضمير المؤنث وهو الألف العائدة إلى السماحة والمروءة، وكان من حقه أن يؤنث هذا الفعل فيقول: ضمّنتا، لأن كل فعل أسند إلى ضمير مؤنث يجب تأنيثه، فترك الشاعر في هذا البيت تأنيث الفعل، وذلك شاذّ لا يقاس عليه وربما أعاد الضمير إلى مضاف محذوف تقديره: إن خلق السماحة وخلق المروءة. [الإنصاف/ ٧٦٣، والشذور/ ١٦٩، والعيني/ ٢/ ٥٠٢].
١٤ - أخاك أخاك إنّ من لا أخا له ... كساع إلى الهيجا بغير سلاح
البيت منسوب إلى إبراهيم بن هرمة، أو لمسكين الدارمي.
أخاك: الأولى: مفعول به لفعل محذوف وجوبا تقديره الزم أخاك، والثانية: توكيد للأولى، لا أخا له: لا نافية للجنس، أخا: اسمها مبني على فتح مقدر على الألف، خبره (له) الجار والمجرور، والشاهد:(أخاك أخاك) فإنّ الشاعر ذكرهما على سبيل الإغراء، وهذا من النوع الذي يجب معه حذف العامل، لأنه كرر اللفظ المغرى به. [سيبويه/ ١/ ١٢٩، والشذور/ ٢٢٢، والهمع/ ١/ ١٧٠، والخزانة/ ٣/ ٦٥].