الأول: قوله: «خالي لأنت»، قدم الخبر، مع أن المبتدأ متصل ب «لام» الابتداء شذوذا. ولا يجوز تقديم الخبر هنا؛ لأن «لام» الابتداء لها صدر الكلام، وخرجوه بأن أصل الكلام: خالي لهو أنت، أو غيره.
الشاهد الثاني:«ينل العلاء» جاء الفعل مجزوما، ولم يسبقه جازم. والحامل له على الجزم، تشبيه الموصول:«ومن تميم»، ب «من» الشرطية. والحقّ أن الشاعر توهّم أن «من» شرطيه ..
الشاهد الثالث:«يكرم الأخولا». يكرم مضارع معطوف على:«ينل» وهو من كرم يكرم، مضموم العين. والأخولا:
تمييز. وجاء التمييز معرفة، وهو يوافق مذهب الكوفيين.
٥٤ - أنت تكون ماجد نبيل ... إذا تهبّ شمأل بليل
البيت لأم عقيل بن أبي طالب، فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف. تقوله وهي ترقص ابنها عقيلا. والشمأل: ريح تهب من ناحية القطب، و «بليل»: رطبة نديّة.
والشاهد. «أنت تكون ماجد»، على أنّ «تكون» مضارع من «كان»، زائدة بين المبتدأ والخبر. والمشهور زيادة «كان»؛ لأنها مبنية، فأشبهت الحرف، أما المضارع، فهو معرب يشبه الاسم، والاسم لا يزاد. أما الحرف، فيزاد، وفيه تخريج آخر: وهو أنّ «تكون» عاملة، واسمها مستتر تقديره: أنت، وخبرها محذوف. والجملة معترضة بين المبتدأ والخبر. [العيني/ ٢/ ٣٩، والهمع/ ١/ ١٢٠، والأشموني/ ١/ ٢٤١].
[٥٥ - قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا]
البيت منسوب إلى النعمان بن المنذر، ملك الحيرة، أو أنه لرجل يقوله للنعمان.
والشاهد:«إن صدقا وإن كذبا»، حيث حذف «كان» مع اسمها وأبقى خبرها، بعد «إن» الشرطية، وفعل الشرط وجوابه محذوفان. [سيبويه/ ١٣١، وشرح المفصل/ ٢/ ٩٦،