٥٥٤ - إذا ذقت فاها قلت طعم مدامة ... معتّقة مما تجيء به التّجر
البيت لامرئ القيس، وقوله «التجر» بضمتين، جمع تاجر، والأكثر جمع تاجر على تجر مثل صاحب وصحب.
والشاهد: طعم مدامة، على أن «طعم» مرفوع للحكاية، مع أنه مفرد على تقدير متمم الجملة، أي: طعمه طعم مدامة، قلت: والشعراء الذين يدمنون الخمر لم يوفقوا بتشبيه طعم ريق المحبوبة، بطعم الخمر، والأصح أن يكون التشبيه للأثر وليس للطعم، فمما لا شكّ فيه أن طعم المقبّل أطيب من طعم الخمر، حتى عند من يألف طعم الخمر المخمّر الفاسد، ولو وهبهم الله الذوق السليم لقالوا إنه مثل العسل في الطعم، أما الأثر فكلاهما - أعني الخمر وريق المحبوبة - مسكر مذهب للعقل.
البيت لامرئ القيس، والشاهد (مثنى الزقاق) مثنى، عدد معدول، قال السيوطي:
والأعداد المعدولة لم تستعلمها العرب إلا نكرات، خبرا نحو «صلاة الليل مثنى مثنى» أو صفة نحو أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ [فاطر: ١] أو حالا نحو: فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى ... [النساء: ٣] ولم يسمع تعريفها بأل، وقلّ إضافتها .. وذكر البيت.
البيت غير منسوب. وطرقوا: جاءهم الضيف ليلا، و «قروا» من القرى، وهو الضيافة و «حر» بكسر الحاء، هو «الوحرة» نوع من الوزغ، أي: أطعموا ضيفهم لحما دبت عليه الوحرة، كأنه لحم ذبح من قبل، فاختلط بالوزغ، و (حر) أسكنت الراء للضرورة والأصل (وحرا) والشاهد إضافة فاعل بئس إلى لفظ الجلالة وذلك قليل لأن الشرط
أن الفاعل إذا كان ظاهرا أن يكون معرفا بأل أو مضافا إلى المعرف بأل، ولفظ الجلالة (علم) ولكنه سمع قول بعض العبادلة «بئس عبد الله أنا إن كان كذا» وقول النبي عليه السّلام «نعم عبد الله هذا» والذوق لا يأباه، فذهبت قاعدتهم أدراج الرياح. [الأشموني ج ٣/ ٢٩].