البيت لابن مقبل. و «التدورة»، ويروى: بديّرة، وهي: رمل مستدير، وربما قعدوا فيها وشربوا، أو هي: المجلس، يكون في الرمل. و «السليط»: الزيت مطلقا، أو هو زيت السمسم. و «الذّبال»: جمع ذبالة، وهي: الفتيلة التي تسرج؛ ولذلك جاءت روايته في كتاب سيبويه (دسم السليط على فتيل ذبال). [كتاب سيبويه ج ٢/ ٣٦٥، واللسان «ذبل»، و «دور»].
[٥٦٤ - سيصبح فوقي أقتم الريش واقعا ... بقالي قلا أو من وراء دبيل]
البيت بلا نسبة. و «أقتم الريش»: طائر. و «أقتم»: من القتمة، وهي: سواد ليس بالشديد. و «قالي قلا»: مكان. ودبيل: موضع. والشاعر كان يتوقع موته بهذين الموضعين. قال ابن منظور: فلم يلبث هذا الشاعر أن صلب بها، والمصلوب تأكله الطير. و «قالي قلا»: ترسم كما في البيت، وترسم:«قاليقلا». قال سيبويه: هو بمنزلة خمسة عشر، يريد أنها مركبة، ومن العرب من يضيف فينون. وقال الجوهري: قالي قلا، اسمان جعلا واحدا، قال ابن السراج: بني كلّ واحد منهما على الوقف؛ لأنهم كرهوا الفتحة في الياء والألف. [اللسان «قلا، قتم، دبل»، وكتاب سيبويه ج ٢/ ٥٤]، قال الأصمعي: إن هذا الشاعر كان عليه دين لرجل من يحصب، فلما حان قضاء الدين، فرّ وترك رقعة مكتوبا فيها البيت السابق وبيت قبله، وهو:
إذا حان دين اليحصبيّ فقل له ... تزوّد بزاد واستعن بدليل
قال الأصمعي: فأخبرني من رآه ب «قالي قلا» مصلوبا وعليه نسر أقتم الريش، و «قالي قلا»: من مدن خراسان، أو من ديار بكر. «ودبيل»: من مدن السند. والله أعلم.
٥٦٥ - ليس حيّ على المنون بخال ... فلوى ذروة فجنبي ذيال
البيت لعبيد بن الأبرص. وخال، أي: خالد. وأنشد السيوطي الشطر شاهدا لترخيم غير العلم، في غير النداء؛ للضرورة، ولكن يروى الشطر في ديوانه:«ليس رسم على الدفين ببالي». [الهمع ج ١/ ١٨١، والعيني ٤/ ٤٦١].