نسبته كتب النحو، والمعاني لحسان بن ثابت. وجعلوه من مشكل الشعر، وانبروا لإيجاد التأويلات له، لأنه قال:«فلم نعدل سواه بغيره» وسواه، هو غيره فأيّ مدح في هذا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقال قوم:(سواه) مقحمة زائدة وقال آخرون، (سوى) بمعنى نفس، فيكون المعنى: فلم نعدل نفسه بغيره فيختلف عود الضمير، ويصح المعنى، وأحسن ما في هذه المعارك المفتعلة، أنها تجبر العلماء على التعمق في البحث، والإتيان بالمعاني الجديدة، والشواهد الجديدة ومما استحضروه من الشواهد على أنّ (سوى) بمعنى «نفس، قول الحطيئة:
أبى لك أقوام، أبى لك مجدهم ... سوى المجد، فانظر صاغرا من تفاخره
وقول الآخر:
وكنت إذا مولاك خاف ظلامة ... أتاك فلم يعدل سواك بناصر
ولكن تبيّن للباحثين فيما بعد، أن المعركة أثارها أهل الفتنة اللغوية وكانت فتنا مستحبّة - لأن البيت ليس لحسان بن ثابت، وإنما هو لعبد الله بن رواحة أو لكعب بن مالك من قصيدة رواها ابن هشام في السيرة: ورواية البيت هكذا:
أطعناه لم نعدله فينا بغيره .. البيت.
وفي رواية:
أطعنا ولم نعدله فينا بغيره.
ومعنى «لم نعدله» لم نسوّه. [شرح أبيات المغني/ ٤/ ١٣].
خولان: حيّ باليمن. وجملتا: هذه خولان، فانكح فتاتهم: مقول القول. وعمل «قائلة» عمل اسم الفاعل لأنه معتمد على موصوف محذوف، أي: رب جماعة قائلة وربّ: للتكثير، وجوابها محذوف، أي: أدركتها. والأكرومة: فعل الكرم، مصدر بمعنى اسم المفعول، أي: ومكرمة الحيّين، وأراد بالحيّين: حيّ أبيها وحيّ أمها. والخلو: