للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس للبيت قائل معروف .. والأعضب: المكسور القرن .. والعرب تتشاءم وتتطير إذا مرّ بين يديها حيوان قرنه ملتو أو كان مكسورا، ودون بمعنى قدّام ... والمعنى: إذا قيل: سيروا، لعلّ ليلى قريبة برح لنا ظبي ذو قرن معوجّ وقرن مكسور، فآذن ببعدها، وهذا ليس على الحقيقة، وإنما هو كقولهم لمن يتقاتلون (دقّوا بينهم عطر منشم). يريد

حصل حادث شؤم حال دون تحقيق الهدف. وإذا: شرطية .. جوابها جملة جرى.

ومائل: فاعل جرى.

والشاهد: حذف خبر لعلّ، والتقدير: لعلها قريبة. وخبر إنّ: جملة لعلها قريبة. [شرح أبيات مغني اللبيب ج ٧/ ٣٢٠].

١٤٦ - فمن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإنّي وقيار بها لغريب

هذا البيت لضابئ بن الحارث البرجمي، من أبيات قالها وهو محبوس في سجن المدينة - زمن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه - لهجاء قاله في خصومه ... ومطلع الأبيات:

دعاك الهوى والشوق لما ترنّمت ... هتوف الضحى بين الغصون طروب

يجاوبها ورق الحمام لصوتها ... فكل لكلّ مسعد ومجيب

.. وقوله: من يك: أصلها: من يكن، حذفت النون للتخفيف ..

ورحله: اسم أمسى، وبالمدينة: خبرها. وجملة أمسى: خبر يك. والرحل: المنزل، وما يحتاج إليه المسافر من الأثاث .. وقيّار: اسم جمل، أو فرس. يقول: من كان بالمدينة بيته ومنزله، فلست من أهلها، ولا لي بها منزل.

والشاهد: قوله: لغريب، خبر إنّ، وخبر: قيار، محذوف. والتقدير: فإني لغريب بها، وقيار كذلك. [سيبويه ج ١/ ٣٨، والإنصاف/ ٩٤، وشرح المفصل/ ٨/ ٦٨، والهمع/ ٢/ ١٤٤، والأشموني ج ١/ ٢٨٦، وشرح أبيات المغني ج ٧/ ٤٣، والخزانة ج ١٠/ ٣١٢].

١٤٧ - أين المفرّ والإله الطالب ... والأشرم المغلوب ليس الغالب

هذا الرجز قاله نفيل بن حبيب، يخاطب أبرهة الحبشي عند ما غزا الكعبة، والأشرم في

<<  <  ج: ص:  >  >>